19 ديسمبر، 2024 7:14 ص

ضعف الحكومة العراقية إزاء تركيا يشجع السعودية وقطر على هجوم من الغرب

ضعف الحكومة العراقية إزاء تركيا يشجع السعودية وقطر على هجوم من الغرب

سائبة أطراف العراق الأربعة.. الشمال والشرق والغرب والجنوب؛ ما شجع المحيط الإقليمي على إختراقه عقائديا وأثنيا؛ فباتت كل دولة تراهن على فئة، من مكونات ألوان الطيف العراقي، مفتتة نسيجه الإجتماعي، المتهرئ أصلا بسبب الحروب والعقوبات الدولية والإرهاب والفساد و… أسباب لا يحيطها إحصاء، أودت بالشعب الى الإنسلاخ عن وطنيته، إقترابا من الإنتماء الطائفي او القومي.

لذا وبسبب ثقتهما بوجود حاضنة فئوية، من جهة الصحراء الغربية؛ فإن السعودية وقطر، تتخذان من ضعف رد الحكومة العراقية، على إحتلال تركيا، لأراضينا، ذريعة مشجعة، لإدعاء حماية السنة؛ فتحتلان الصحراء الغربية، التي يصلها بشبه جزيرة العرب، إمتداد طبيعي، عبر السماوة.

تهافت الإجراءات الحكومية التي يفترض بها أن تجيء رادعة للإحتلال التركي، وفر زخما متدفقا، من الطمأنينة، لدى دولتين موتورتين، تتربصان الدواهي بنا، هما السعودية وقطر، كي تقدمان على إحتلال اراض أخرى من بلاد الرافدين، والإنطلاق منها لتدمير باقي البلد.. كرها.. على الرغم من إحتجاج السنة، الذين ستجبرهم على الإحتماء بظلها، ومن يخرج عن مظلتها يقتل بإعتباره مرتدا عن الإسلام، كما تفعل “داعش” حاليا.

فـ “داعش” جزء من منظومة العدوان العقائدي، على الآمنين توسعا عسكريا، يتوسل بالدين لأغراض دنيوية، تخدم إجندتي السعودية وقطر.

شجب فطير

الغريب أن موقف الحكومة العراقية، لم يتخطَ حدود الشجب والاستنكار، كما لو نجامل دولة أخرى.. بعيدة عنا.. في قارة أخرى، يحدث فيها هذا الأمر.

تركيا دخلت بقوات عسكرية كاملة العدة والعدد؛ بقصد الإحتلال، الذي ما زالت تصر عليه، مغلفة تجاوزها  بحجة تدريب ميليشيات من عربان السنة؛ توفيراً لغطاء الإحتلال والإلتفاف على القانون الدولي، المكفول أمميا.

الأمم المتحدة، راعية الشرعية الدولية، خبأت رأسها.. كالنعامة.. تحت رمل (تدريب ميليشيات سنية نظيرة للمليشيات الشيعية التي تقاتل داعش) وهي تعرف حق المعرفة، ما هذا إلا قول باطل، لتسويغ الإحتلال التركي للعراق، بعد ثبوت فشل “داعش” قاصرة عن مواجهة الحشد الشعبي، الذي فوجئت الدوائر العالمية.. الراعية لـ “داعش” بالقوة الستراتيجية التي يتمتع بها الحشد؛ المؤهلة لمسك مقاليد الأمور مستقبلا، بحزم يئد أية محاولة أخرى لخلق كيان شبيه بـ “داعش” أو “القاعدة” أو… أية لعبة تطالها مخيلة الحاقدين!

 

منطق العقل

ثمة تساؤل منطقي يفرضه العقل: – منذ متى تركيا حبيبة للعرب.. سواء السنة منهم، أم الشيعة؟ بعد الاحتلال العثماني للبلدان العربية، الذي إمتد خمسمائة عام، متهاويا خلال العهد الكولونيالي.. مطلع القرن العشرين، وإستيقظ الحلم بعد مائة عام، من زوال الكابوس الذي دفع العرب.. حينها.. للاستعانة بالمستعمرين الاجانب للثورة على ظلم السلطنة العثمانية، ومنها ثورة الحجاز التي قادها الشريف الحسين بن علي واولاده ضد رعونة العثمانيين وإضطهادهم العرب.

 

تخبط شيعي

على الرغم من عنت التنكيل العثماني بالشيعة، في أشهر مصطلح فظيع (الخازوق) الذي إختصوهم به، مصادرين ولاءهم الجعفري.. حظرا، لم يشمل أشقاءهم السنة، إلا ان الثورة لم تكن شيعية على الاطلاق؛ إذ وقف الشيعة مع الاتراك في العراق، وتنكر لهم السنة؛ لرجاحة إستكناه الآتي؛ مدركين أن الزمن المقبل، لبريطانيا حصرا، وما تركيا إلا رجل مريض لن يتعافى!

ثار الشعة، يوم 30 حزيران ١٩٢٠ ضد الانكليز، بقيادة رجال الدين في النجف وشيوخ العشائر في الوسط والجنوب، ونسق السنة معها بذكاء ألمعي إستحكم من مقاليد سلطة عبّد الشيعة طريقها بدمائهم؛ ما دفع ريطانيا لتسليم الحكم للعرب السنة.

 

 

دولاب الزمن

دفع الشيعة ثمن تخبطهم، بموالاة مضطهدهم في لحظات إنهياره، تضادا مع بريطانيا القوية، دافعين ثمنا لا موجب له، حين نصب الإنكليز ملكا سعوديا، على العراق.. توجوه يوم 23 آب 1921.

وها هو الواقع يقلب المعادلة، على شفى محيط دولاب دم دائر في عراق يشهد إحتلالا تًركيا، ناجما عن ضعف الحكومة وتهرئ الشعور الوطني لدى عراقيين يتوهمونها راعية فئوية؛ يفرطون لأجلها بإنتمائهم الوطني!

فواحسرتاه على البلد؛ إذ عادت مكوناته تبحث عن خلاص خارجي.. كل على حدة؛ بسبب أخطاء الساسة جميعا.. من دون استثناء!

اقولها بكل ثقة: إحتلال جديد، لأراضٍ عراقيةٍ.. من جهة الصحراء الغربية، من قبل قًوات مشتًركة.. عربية واسلامية؛ تهدف لتقسيم العراق، بحجة مظلومية السنة!

 

مهزلة الشجب

الشجب والإستنكار، مجاملات، بين دولتين أجنبيتين عن بعضهما، أما أن يحتل بلد وحكومته تكتفي بالشجب، فلا هزال ولا مهزلة، أبلغ من هذا التهافت الذي تظهر به حكومة العراق، في وقت هي ملزمة بموقف حازم، والا فإنها ستكون الحكومة التي في عهدها انقسم بلد عمره اكثر من ٧ الاف سنة.. ولله في خلقه شؤون

أحدث المقالات

أحدث المقالات