اي مفارقة هذه بين وزيرة الصحة و الدفان علي العمية , فبعد الضجة التي اثارها الدفان علي العمية على موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك) بعد التفجير الارهابي الاخير في مدينة الصدر , حيث تبرع “العمية” بكافة تكاليف و اجور الدفن لشهداء سوق مريدي لمن لا يملك ذويه تكاليف الدفن بسبب الظروف المعيشية والضائقة المالية التي يمر بها الشعب العراقي .
هذا الفقير صاحب العمل البسيط يتبرع بما يستطيع ! , اما الحكومة الرشيدة التي اقرت زيادة اجور الفحص والعلاج في المستشفيات الحكومية , فيبدو انها جادة في تطبيق الاصلاحات التي وعدت بها , من خلال فرض رسوم وضرائب على ابناء الشعب الذي عانى ماعانى من السياسيين ومن الاحزاب التي في السلطة .
بحيث فرضوا الرسوم والاجور للخدمات الطبية والصحية المقدمة في دوائر وزارة الصحة وضربوا بالدستور العراقي عرض الحائط !!
حيث جاء في الفقرة الثانية من المادة 28 التي تنص على “اعفاء اصحاب الدخول المنخفضة من الضرائب بما يكفل عدم المساس بالحد الادنى اللازم للمعيشة”
لم تكتف الحكومة بذلك فقط , بل قررت وزارة الصحة ان تضع رسوم لتسليم جثة المتوفي 40 الف دينار !
هل يعقل هذا ؟ .. لايحق لذوي المتوفي تسلم جثته ! الا بعد دفعهم المال ! .. هل اصبحت هنالك ضريبة للموت ؟ , الا يكفيكم سرقة قوت الشعب ومص دمه بحجة التقشف , اي تقشف أتقصدون التقشف الحاصل بسببكم .. الا تكفيكم اموال النفط , الا تكفيكم رواتبكم ومخصصاتكم , الا تكفيكم سياراتكم المصفحة وحياتكم المترفة وحماياتكم وخدمكم .
الا تخجلون من انفسكم حين يخرج العمية ويتبرع بكل شيء للمتعففين من ذوي الشهداء .. بينما انتم تصرون على اخذ المال وفرض الضريبة حتى على الاموات !!
اتقوا الله وارحموا الفقير فوزارة الصحة هي الانسانية بعينها لأنها تختص برعاية الناس .. كوني انسانة (ياعديلة) واقتدي بهذا الدفان ((ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء))
الغوا هذا القانون الجائر بحق الشعب .. والا ستحرقون بنار افعالكم التي تجاوزت كل الحدود .