19 ديسمبر، 2024 3:26 ص

ضريبة ألافكار في تظاهرات ألانبار ؟

ضريبة ألافكار في تظاهرات ألانبار ؟

” وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن ”
” الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه “
” وقولوا للناس حسنا ”
الفكر نشاط أيجابي فعال للنفس , ولكن أي نفس , فالنفوس كثيرة ومتنوعة كتنوع الهرمونات التي ترسم خريطة الحركة الجسدية وأشاراتها هي أنعكاس لحركة تلك الهرمونات , ولذلك أكتشف العلماء أن ” ألاندروفين ” يؤدي الى الهدوء وألاتزان وأنه يكون حاضرا من خلال تمارين كثيرة منها ” الصلاة ” ولكن الصلاة بشرط الخشوع ” والذين هم في صلاتهم خاشعون ” .
ولآن بعض تظاهرات أخواننا في ألانبار وصلاح الدين ونينوى حرصت على ألانطلاق من المساجد ولاسيما في أيام الجمع وهذا شيئ جميل ويبعث على التفائل على طريقة قول الشاعر :-
من جانب المحراب يمضي ركبنا للنصر … لا من جانب الماخور ؟
وبالمناسبة تناقلت ألانباء أمس عن مقتل ” 250 ” شخصا في مرقص في البرازيل ولا ندري كم من الحوادث تقع ليلا في منطقة العلوية ومايحيط بها من التي سموها ملاهيا ليلية لتسويق وتغطية أعمال المومسات والداعرات , مثلما سوقوا غشا بأسم الفن : أعمال الغانيات والمغنين وألاعمال القريبة من ذلك ولم يعطوا للفن كأصطلاح علمي له  نصاب  وهو : ” الفن فكر + تجربة ” .
ومثلما دفع المفكرون ضريبة مع:  الجهال في ميادين كثيرة حتى قال ألامام علي عليه السلام” أذا أناقش العلماء أغلبهم وأذا أناقش الجهلاء يغلبونني ” وهي قاعدة حلت ألاشكال الذي يواجهه المفكرون في كل زمان ومكان .
واليوم عندما أندلعت تظاهرات ألانبار ثم لحقتها تظاهرات نينوى وصلاح الدين , والتظاهرات لها عادة مطالب , والمطالب تتضمن أفكارا وهي مادة التظاهر عند كل الشعوب , وألافكار أنتاج مشبع بالعواطف ولذلك قيل : ” العقل في القلب ” والقلب هو عرق من دم يعبرون عنه بالمضغة , وفي هذا العرق وتلك المضغة  تختلط هرمونات وعناصر كيميائية مع كهربائية شحناتها تنطلق من نقطة وهمية في ألاذين ألايمن للقلب سماها علم الطب ” asnode ” تهربا من واقع أسرارها التي لايعلمها ألا الله تعالى .
وسمعنا وشاهدنا من تلك التظاهرات مانسمعه ونشاهده في مثل طبيعة هذه التظاهرات وهو أمر طبيعي عندما يتعلق بالمطالب والشعب العراقي له من المطالب بذمة الحكومة الشيئ الكثير , وقد كتبنا عن ذلك وكنا من المبادرين في تشخيص الخطأ مما جعلنا ندفع ضريبة ألاقصاء التي نعرفها ونعرف أسبابها ولا نستوحش منها بل نعتبرها شرفا نلتحق من خلاله بموكب الذين عبر عنهم رسولنا محمد بن عبد الله “ص” عندما قال : ألا أخبركم عن موسى وقد كان يأكل من بقول ألارض ؟ .. أم عن يوسف وقد كانت ترى صفرة بطنه من ظهره ؟ أم عن عيسى وقد كان يفترش ألارض ويلتحف السماء ؟ أم عن داود صاحب المزامير قارئ أهل الجنة حيث كانت رجلاه حماره ويداه خادماه ؟ وكان علي بن أبي طالب يقول : والله رقعت مدرعتي حتى أستحييت من راقعها ” ؟ .
هذا الموكب المبارك أول من دفع ضريبة ألافكار , ثم ألامثل فألامثل حتى وصلنا ألابتلاء فكانت ضريبتنا لاتقل قساوة وألما على النفس مع مالنا من ضعف الحال وقلة المال وتكاثر الخصوم الذين لايردعهم قرأن تخشع له الجبال , فللله المشتكى وعليه المأل وبه القوة التي تتضائل أمامها حشود العسكر والرجال .
وضريبتنا الفكرية اليوم سببها : عندما رفضنا المنكر من شعارات التظاهر ومنها : راية تنظيم القاعدة التي بدأت توزع مناشير ليليلة في بعض مناطق غرب بغداد تهدد فيها الضباط السنة في الجيش العراقي أذا لم يتركوا الخدمة أن يكون مصيرهم الى القتل ؟ فهل يبقى بعد ذلك من يلومنا على ماحذرنا منه في هذه التظاهرات التي كنا نريدها توأما مع أخواتها من تظاهرات بقية المدن العراقية تطالب بالحقوق والعدالة للسجناء والمعتقلين وتقديم الخدمات وألالتفات الى أمتيازات الشعب وليس أمتيازات النواب والوزراء التي أثقلت الميزانية العراقية حيث بلغت حمايات رئيس الجمهورية مايزيد على ملاك فرقة عسكرية وهو يقضي أيامه في مدينة السليمانية وليس في العاصمة بغداد على خلاف ألاعراف السيادية الوطنية ؟
وعندما كنا ننتقد رفع راية تنظيم القاعدة وعلم الجيش الحر وهو العلم ألاكثر غرابة على التظاهرات العراقية  ثم رفع علم صدام حسين مما يؤشر الى فكر تخريبي ينتمي لحقبة تدمير القيم العراقية وتدمير العباد والبلاد الذي أصبح معروفا بشهادات عالمية , ثم رفضنا رفع علم كردستان العراق في تظاهرة عراقية خارج ألاقليم لآعتبارات وطنية دستورية
وعندما رفضنا أن يحاصر رئيس الحكومة ويحمل كامل مسؤوليات ألاخطاء والتخلف والتراجع في الخدمات وألاعتداء على الحقوق مما جعلنا نرى بوضوح مع علمنا المسبق برهانات أقليمية وأجندات خارجية لآضعاف العراق وأيقاف مسيرة تقدمه لاسيما بعد أن أصبح العراق أول بلد في العالم في النمو ألاقتصادي  وهذا ألامر جعلنا نشكك بمقولات ودعوات من هم متورطون بمواقف طائفية صريحة .
وبعض المحدودين الذين أتخذوا من وجود صحافة ألكترونية غير ملتزمة تحركها أجندات خارجية عرفت من خلال عرضها لصور ومانشيتات من نهبوا نفط وأموال العراق ومن لم يكونوا من أهل السياسة وألاجتماع وأذا بهم يؤسسون مواقعا ومجلات ألكترونية لينثروا فيها خردة الكلام , ويبرزوا وجوها بأسم رجال أعمال وهم سراق محترفون تدربوا على يد محترفين ممن بذروا مال العراق على المصالح الشخصية وعندما سقطوا ظلت بعض أموالهم بيد بعض أولئك الذين أتخذوا من عمان خلية خلفية لغسيل أموال العراق والذين ستكشف أوراقهم قبل أن يحصدوا مشاريعهم المرتبطة بمخابرات السعودية وقطر وتركيا وأسرائيل وأمريكا وبريطانيا ومن معهما .
من يعرف كل هذه الحقائق وغيرها يعرف أن هناك بعض المندسين في تظاهرات ألانبار وقد أتضح ذلك من حادثة الفلوجة التي سالت فيها دماء بريئة ماكان يجب أن تسيل ثم عرفت وأنكشفت ألاوراق عندما قاموا بقتل بعض الجنود العراقيين وخطف ثلاثة جنود ثم وزعوا مناشير تهدد الضباط السنة بالقتل أذا لم يتركوا الخدمة في الجيش العراقي ووراء ذلك البيان مايسمى بدولة العراق ألاسلامية التابعة لتنظيم القاعدة المسخرة اليوم أمريكيا والمرحب بها أسرائيليا بدليل عبور بعض أعضاء جبهة النصرة في سورية عبر الجولان المحتل الى داخل ألاراضي السورية من جهة القنيطرة .
ودولة العراق ألاسلامية أسست في 15 تشرين أول من عام 2006 وهي تضم كل من لواء التوحيد وجيش الخلفاء , وجيش الراشدين , وكتيبة عمر وكتيبة الصديق ثم جبهة النصرة التي أنتقلت الى سورية , وألان بعد أن جرى الذي جرى في الفلوجة ووزعت مناشير التهديد بالقتل لضباط الجيش العراقي من السنة هل يظل عذر وحجة لآحد في أعتبار ماجرى في تلك التظاهرات هو مطلب وطني يحتاج الى ألاستمرار , أم هو حاضنة لكل أنواع الشر ألارهابي وما ورائه من مخططات لتدمير العراق وتقسيمه من خلال أسقاط الحكم وكل مايرتبط بكيان الدولة العراقية كما فعل ألاحتلال ألامريكي الذي دمر الدولة ومؤسساتها في غفلة مراهقي السياسة لاسيما الذين جاءوا مع ألاحتلال .
أن صاحب الفكر الوطني لايستوحش من ضريبة الفكر عندما يواجه مخططات تدمير وطنه , وصاحب الفكر ألانساني الحضاري الذي يرتبط بفكر السماء لايستوحش عندما يرمى بأشواك وحجارة ألاميين من أتباع الهوى الطائفي والعنصري والحزبي الفئوي والعشائري المتخلف , فهؤلاء كانوا على مدى التاريخ هم حجر عثرة أمام المصلحين وهم وأمثالهم من قتلوا ألانبياء وألاوصياء وهم قيادة ألاستخلاف ألارضي من قبل السماء .
وصاحب الوضوح الفكري لاتختلط عنده المفاهيم والمعاني وألاسماء والمراحل , فلكل نصيبه من الصح والخطأ ولك نصيبه من اللحاق بألاصلاح على مبدأ التوبة , ولكل موقعه من التقييم بنسبه العقلية فيما يتعلقك: ألاصدقاء والجيران ومن هم أبعد من ذلك .
وضريبة الفكر تأخذ أجرها ومصداقيتها الحضارية وألانسانية عندما ترفض أن تعتبر أيران عدوا للعرب والمسلمين وهي العقدة التي نجحت أمريكا وأسرائيل في تكوينها في عقول بعض العرب حتى تكون بديلا عن أسرائيل وقد تحقق لهم ذلك , وظل الفكر ألاصيل والمعافى يرفض أعتبار أيران عدوا للعرب ومن هنا كانت الضريبة متوقعة مع العقول المتحجرة , ولذلك يسألوننا بعضهم لماذا لاتتكلم عن أيران وذلك لنقص في متابعاتهم وسوء فهم في عقولهم ونفوسهم لذلك ينعتون الشعب المسلم في أيران بالمجوسي وهو تجني وغباء لاحدود له يحملهم مسؤولية مايقولون ويحكمون يوم يكون الحكم للله ؟
أن المجوسية والصفوية من أمراض الثقافة العروبية التي حملتها أحزاب التبشير الفرنسي البريطاني ثم شجعتها التوراتية ألامريكية ألاسرائيلية ,فحصدت نتائجها مزيدا من التبعية الضالة التي لاتميز بين الناقة والجمل , لذلك رأينا كيف تحول مايسمونه الربيع العربي الى فوضى وقتال يستبيح المدن والمؤسسات والنفوس البريئة , وينشر الرعب والجريمة والتهجير والنزوح الذي لايدري أين يذهب ومتى يرجع أو لايرجع كما حدث في مخيم اليرموك الفلسطيني على يد البهاليل من عصابات الجيش الحر وجبهة النصرة الذين لم يحققوا حرية ولم يجلبوا نصرا لآهل البلاد التي حلوا فيها , فيا أيها العراقيون الغيارى أنتبهوا لما يراد بكم وتوقفوا عن هذه التظاهرات التي يستعملها ألارهاب التكفيري خيمة له من أجل أقتلاعكم وتدمير بلدكم والندم بعد ذلك لاينفع ؟ وحقوقكم نحن وأنتم نطالب بها ونحققها أن شاء الله بعيدا عن ألارهاب ومأسيه وبعيدا عن التبعية التي جلبت الباتريوت حتى يعود التوراتيون ومعهم ألاسرائيليين من الشباك بعد أن أخرجناهم من الباب , فياعشائر ألانبار ونينوى وصلاح الدين كونوا لعراقكم ولاتنخدعوا على طريقة لايلدغ المؤمن من جحر مرتين ؟
رئيس مركز الدراسات وألابحاث الوطنية
[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات