23 ديسمبر، 2024 2:24 ص

ضرورة موقف دولي بالمستوى المطلوب من أذرع النظام الايراني

ضرورة موقف دولي بالمستوى المطلوب من أذرع النظام الايراني

بعد أعوام طويلة نسبيا من المزاعم الجوفاء والفارغة للمسٶولين في نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية من حرصهم على الامن والاستقرار في المنطقة وإنهم يکافحون التطرف والارهاب لکن لايبدو إن المجتمع الدولي قد بات يصدق ذلك ويأخذ به وخصوصا بعد أن صار واضحا جدا إن هناك تناقض صارخ بين مايقوله النظام الايراني بشأن حرصه على أمن وإستقرار المنطقة نظريا وبين مايقوم به عمليا وفعليا على أرض الواقع من خلال الاحزاب والميليشيات والمنظمات التابعة له والتي صار العالم کله يعتبرها بمثابة أذرع تابعة لهذا النظام وتقوم بتنفيذ مخططاته.
قبل أعوام طويلة وعلى أثر شروع هذا النظام في تدخلاته في المنطقة من خلال تشکيل أحزاب وميليشيات تابعة له، فإن منظمة مجاهدي خلق حذرت من الدور المريب لهذه الاحزاب والميليشيات خصوصا بعد أن بادرت للکشف عن معلومات دقيقة بشأن ذلك وحتى إنها قد قامت بالکشف عن قوائم الرواتب للحرس الثوري الايراني وفيها أسماء لقادة ومسٶولين في هذه الاحزاب والميليشيات ولکن لم يکن هناك من أي تحرك مضاد بالمستوى المطلوب وبشکل خاص بعد الاحتلال الامريکي للعراق وإنتشار نفوذ النظام الايراني فيه وبصورة غير عادية بالمرة، لکن يبدو إن العالم لم يجد من مناص من الاخذ بهذه المعلومات والعمل في ضوئها على الرغم من إنها لازالت ليست في المستوى المطلوب.
إعلان وزارة وزارة الداخلية الألمانية يوم الإثنين المصادف للأول من نوفمبر 2021 إغلاق ثلاث جمعيات تابعة لحزب الله اللبناني في البلاد بتهمة جمع أموال ومساعدات لميليشيا هذه الجماعة، هي ضربة أخرى موجهة ليس لحزب الله فقط وإنما للنظام الايراني المسٶول عنه، ووفق تقرير أعلنته وزارة الداخلية الالمانية، فقد تم حل هذه الجمعيات الثلاث محل جمعية “مشروع اليتيم” التي كانت الدولة قد أعلنت حظر نشاطها في السابق عام 2014، ثم غيرت اسمها لاحقا إلى “ألوان للأيتام” وباستخدام هذا الغطاء من قبل قواها العاملة بالوكالة تعمل على إستهداف مجموعات معينة في المجتمع. والمفيد هنا الاشارة الى أن وكالة المخابرات الألمانية بولاية ساكسونيا کانت قد أعلنت في وقت سابق عن زيادة كبيرة في عدد أعضاء وأنصار حزب الله في هذه الولاية، ووفقا للتقرير ارتفع عدد القوى العاملة بالوكالة لهذه المجموعة عام 2019 من 1050 شخصا إلى 1250 شخصا عام 2020.
التحرك الالماني لم يأت عبثا ومن دون الانتباه الى علاقة حزب الله بالنظام الايراني حيث جاء في التقرير أن”حزب الله الذي تأسس بمساعدة (النظام الإيراني) ذا فكر متطرف وينتهج أساليب إرهابية ضد خصومه، و”تحافظ الجماعة على تماسكها التنظيمي والأيديولوجي من خلال جمعيات المساجد المحلية، ويتم تمويل هذه المساجد بشكل أساسي من خلال التبرعات المالية.”.
وجدير بالذكر أن دولا أخرى مثل الولايات المتحدة وجامعة الدول العربية وهولندا وإسرائيل وكندا وبريطانيا والنمسا وجمهورية التشيك واليابان وسلوفينيا والعديد من الدول في أوروبا وأمريكا الجنوبية بالإضافة إلى ألمانيا قد اعترفت بكل حركة حزب الله كمنظمة إرهابية.
كما أضافت فرنسا وإسبانيا وإيطاليا والاتحاد الأوروبي الجناح العسكري لهذه الجماعة إلى قائمة الإرهاب.