بعد العمليات الارهابية التي ضربت بلدانا أوربية بعض بلدان المنطقة، وماتداعى و يتداعى عن ذلك من حالة من”الاسلامفوبيا” بين المجتمعات الاوربية، لم يعد هنالك من مجال لکي يشارك الجميع و بالاخص ابناء الجاليات المسلمة في مختلف الدول الاوربية في مواجهة التطرف الاسلامي و إجتثاث جذوره الفکرية التکفيرية المعادية للإنسانية و الحضارة و عدم السماح له کي ينتشر أکثر و يثير الرعب و الموت و الدمار.
التطرف الاسلامي، هذا الوحش و الغول الذي صار أمرا واقعا بعد أوضاع و ظروف تهيأت له، لايبدو من إنه سيترك الساحات العربية و الاسلامية و الدولية من دون مواجهته و إستئصاله من الجذور، وبقناعتنا فإن الشروع في مواجهة حقيقية ضده، يتطلب بالضرورة البحث و التدقيق في الاوضاع و الظروف التي هيأت له الظهور و البروز و صيرت منه أمرا واقعا، وبطبيعة الحال، فإنه ومن خلال نظرة متأنية يتبين لنا بأن التطرف الاسلامي لم يکن موجودا أبدا قبل 38 عاما، وانما بدأ بالبظهور بعد ذلك.
قبل 38 عاما، تأسس نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، الذي أخذ على عاتقه مهمة الدعوة الى التطرف الاسلامي و نشره في المنطقة و العالم، وقد بدأ هذه الدعوة تحت ستار ماسماه”الصحوة الاسلامية”، والذي کان ستارا مشبوها من أجل تنظيم و ترتيب و تأسيس و تشکيل المجاميع و التنظيمات و الاحزاب الاسلامية المتطرفة”سنية کانت أم شيعية”، ومن بعد ذلك فقد بدأت العمليات الارهابية بالظهور هنا و هناك والتي کانت تنطلق کلها من تحت عباءة الدين، وقطعا فإن تأسيس المنظمات و الاحزاب و الميليشيات المتطرفة التي کما يعرف العالم کله، تمت و تتم تحت إشراف و علم و توجيه طهران، ولذلك فإن الشك و التوجس من هذه الجماعات و الاحزاب المتطرفة و علاقتها بطهران بالاضافة الى الشك الاکبر من النظام الايراني نفسه، صار الهاجس الاکبر لدى دول المنطقة.
صيرورة قضية مواجهة التطرف الاسلامي، مسألة حتمية لامناص منها، جاءت بعد جهود طويلة و مضنية بذلتها المقاومة الايرانية منذ أکثر من ثلاثة عقود ونصف بهذا الاتجاه، حيث إنها حذرت و على الدوام من الدور المشبوه الذي يقوم به نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في الوقوف خلف نشر هذه الظاهرة السلبية ، وإنه ومن دون مواجهة بٶرة و مصدر التطرف الاسلامي و الارهاب في المنطقة و العالم و المتمثل بهذا النظام، فإن الخطر سيبقى محدقا بالمنطقة و العالم و يجب على جميع دول المنطقة أن تنتظر اليوم الذي يحل بها ذلك الخراب الذي يحل بالعراق و سوريا و اليمن و لبنان، ومن هنا فإنه يجب أن يتم العمل من أجل إلقاء کرة النار في حضن النظام الايراني فمن خلال ذلك فقط يتم إجتثاث شأفة التطرف الاسلامي و الارهاب.