19 ديسمبر، 2024 12:53 ص

ضرورة قطع الطريق على المخططات الايرانية

ضرورة قطع الطريق على المخططات الايرانية

لايمکن النظر الى ماجرى و يجري في بلدان المنطقة من أحداث و تطورات متسارعة على خلفية التدخلات الايرانية المتزايدة فيها، من إنها عادية و يمکن غض النظر عنها، ولاسيما بعد الذي شهدناه في سوريا و اليمن، و وصول الامر الى حد أن تقوم جماعة الحوثي التابعة لطهران بإطلاق صواريخ زودتها بها إيران على السعودية ناهيك عن إن القادة الايرانيين قد أعلنوا صراحة عدم عزمهم على الانسحاب من سوريا بعد القضاء على داعش، هذا الى جانب مايجري في العراق من تطورات لولبها و محورها قائد قوة القدس الارهابية قاسم سليماني، ولذلك فإن المنطقة مدعوة أکثر من أي وقر آخر للعمل من أجل التصدي للمشروع الايراني الطائفي الذي يهدف الى جعل بلدان المنطقة مناطق صراعات و تجاذبات حتى يتسنى للنظام الايراني بسط نفوذه فيها.
خلال العامين الاخيرين، حيث کثف النظام الايراني من تدخلاته في المنطقة و قام بتوسيع دائرتها بصورة ملفتة للنظر، لم تکن الاجراءات التي إتخذتها البلدان العربية ازاءها بالمستوى و الشکل المطلوب، بل ولانذيع سرا إذا ماقلنا بأن قادة و مسٶولين إيرانيين يسخرون و يتندرون بتلك الاجراءات و يمعنون في صلافتهم من حيث ليس الاصرار في بقاء نفوذهم في المناطق الحالية فحسب وانما مناطق أخرى أيضا، ومع إن إيران قامت بتأسيس أحزاب و جماعات و ميليشيات تابعة في بلدان المنطقة و تجنيدها لصالح مشروعها المشبوه في المنطقة بل وحتى إستخدامها کسکينة خاصرة ضد بلدان المنطقة، لکن بلدان المنطقة مازالت تحذر و تتجنب من مجرد الاعتراف بالمجلس الوطني للمقاومة الايراني الذي يمثل أکبر و أقوى معارضة إيرانية تعبر عن کافة شرائح و أطياف و مکونات الشعب الايراني رغم إن الاخير قد أثبت و أکد مرارا و تکرارا حسن نواياه تجاه بلدان المنطقة وکان صاحب دور رائد و يشار له بالبنان من حيث فضح مخططات النظام الايراني في المنطقة.
السياق الخطر الذي باتت التدخلات الايرانية تتجه إليها في المنطقة، بحيث دفعت زعيمة المعارضة الايرانية، مريم رجوي لتحذر أوربا من آثارها و تداعياتها عندما قالت في المٶتمر الاخير الذي تم عقده في البرلمان الاوربي يقم الاربعاء الماضي:” اذا لا يتم إبداء الحزم والصرامة حيال نظام الارهاب الحاكم باسم الدين في إيران، فإنه يفرض حربا بلا هوادة على المنطقة والعالم. هذه هي الفرصة الأخيرة لأوروبا لاتخاذ سياسة صحيحة مع نظام الملالي.”، فإنها تشير الى حقيقة أن التدخلات الايرانية قد وصلت الى مفترق حساس و خطير و إذا لم يتم إتخاذ موقفا عمليا مٶثرا منها فإن ذلك سيخدم النظام الايراني کثيرا و يعقد من قضية مواجهته و طرده من المنطقة مستقبلا، خصوصا عندما تخاطب العالم بقولها:” اطلبوا خروجا فوريا لقوات الحرس والمليشيات العميلة لها من سوريا و بلدان المنطقة والا ستترتب عليها عواقب وخيمة.”، ومع إن السيدة رجوي قد طلبت من المجتمع الدولي أن يشترط العلاقات مع النظام الإيراني بوقف التعذيب والإعدام في إيران، لکن يجب أن لاننسى أبدا بأن الخيار الاقوى و الاهم لبلدان المنطقة بشکل خاص هو الاعتراف الرسمي بالمقاومة الايرانية و دعم نضال الشعب الايراني من أجل الحرية فذلك مامن شأنه أن يقطع الطريق على المخططات الايرانية و يقضي عليها قضاءا مبرما.