قبل ايام اعلنت نتائج المرحلة الابتدائية وكانت متباينة من مدرسة الى اخرى بنسب النجاح ومعدلات الدرجات التي حصل عليها التلاميذ, وحصدت كل مدرسة وتلميذ ثمار جهدهما.
لوحظ ساعة اعلان النتائج استقبلتها بعض المدارس بفرح واحتفالات واسعة نشرتها على مواقع التواصل الاجتماعي, فهي حققت العلامة الكاملة, اي لم يتأخر تلميذ فيها عن الارتقاء الى المرحلة المتوسطة, وليس هذا فحسب, وانما حصول تلامذتها بنين وبنات, على معدلات عالية, وليس كما نقول في لغتنا اليومية نجاح بالتدفع.. بتفوق..
هذا كله يعكس حسن سير العملية التربوية في هذه المدارس, ومؤشر على جودة التعليم, يحسب الى اداراتها ومعلميها, بوركت جهودهم, انها اسر تعليمية ذات ضمائر حية, اعطت فنالت.
لقد كان مشهد الاحتفال الذي شارك فيه الطلاب رائعاً ومثالاً يحتذى به على العلاقة الحميمية بين التلاميذ واساتذتهم. الواقع ان هذه النتائج تعطي املاً في تحسن التعليم وعودته الى ما كان عليه, معافى ومحصن من الامراض التي نخرت المجتمع, ويمكن التعويل عليه في استنهاض من تخلف عن التمييز وحسن الأداء.
بعد اعلان النتائج نتمنى على وزارة التربية ان توجه مدارسها لدراسة الحصيلة الايجابية والسلبية, اي المدارس التي حققت العلامة الكاملة في النجاح, والمدارس التي اخفقت, كل منهما يرفد العملية التربوية بخبرته وتجربته. ان الطرق والاساليب الايجابية في التعامل مع التلاميذ والتعليم يمكن تعميمها لغرض الاستفادة منها وتخطي النواقص والعثرات. ومن جانب اخر على المخفقين تحديد اسباب ذلك وطرق المعالجة في العام المقبل او تحسين اوضاعهم في الدور الثاني.
كل مدرسة يمكن ان تؤشر من المسؤول عن هذه النتائج المخيبة لآمالها ولتلاميذها وللبلاد التي تنفق الكثير. ربما هناك اكثر من مسؤول في اطراف العملية التربوية, لذلك هذه النتائج ممكن ان تكون على جدول عمل مجالس الاباء والمعلمين في بداية العام الدراسي, او تعقد ندوات من خلال منظمات المجتمع المدني.. وبالتالي تصدر المعالجات العامة بتعليمات من مديريات التربية.
ان كل تلميذ يرسب في صفه يكلف البلد الكثير من المال والجهد, فضلاً عن ما تتحمله اسرته على الصعد كافة. نطمح ان يكون الشعار في المرحلة الابتدائية في قادم الاعوام الدراسية لا رسوب بعد اليوم, ليس نجاحاً اعتباطياً, وانما عن تعلم بحق وحقيق, وهو امر ليس بالعسير وسبقتنا اليه بلدان كثيرة