14 نوفمبر، 2024 9:50 ص
Search
Close this search box.

ضرورة تقارب اكثر بين اربيل ولندن

ضرورة تقارب اكثر بين اربيل ولندن

بعد مايقرب من 45 عاما على تخليها عن تواجدها في منطقة الشرق الاوسط خاصة منطقة الخليج لصالح الولايات المتحدة الامريكية ، تسعى لندن للعودة الى المنطقة من جديد واستعادة دورها فيها بعد خروجها من الاتحاد الاوربي للبحث عن مناطق جديدة للاستثمار لتعوض ما تفقده من امكانيات اقتصادية اثر خروجها من المنظومة الاوربية.
عدا الجانب الاقتصادي ، تسعى بريطانيا الى اقامة قواعد عسكرية في المنطقة ليكون لها دور في حسم قضايا المنطقة بغية الدفاع عن مصالحها ، مبررة ذلك بدعم الدول الخليجية مقابل المخاطر الايرانية المحتملة في المستقبل ، كما تهدف لندن من بناء تلك القواعد حماية الدول الشرق الاوسطية الصديقة لها من خطر الارهاب الذي اجتاح المنطقة بعد اندحار الجيش السوفيتي في افغانستان الذي بات يشكل خطرا حقيقيا على شعوب العالم باسره خاصة بعد العمليات الارهابية التي طالت دول اوربية كفرنسا وبلجيكا والنمسا والمانيا .
لاشك في ان بريطانيا تبحث الان عن اسواق جديدة لديمومة عمل شركاتها بغية انعاش الاقتصاد البريطاني ورفع قيمة الجنيه الاسترليني مقابل اليورو بعد الخروج من الاتحاد الاوربي ، وفي الجانب الاخر بصدد الاستثمار في دول المنطقة وخاصة النفطية منها لتضمين حصولها على الطاقة في ظل الحروب والمخاطر التي ربما تهدد ممرات نقل البترول الى العالم.
يمكن لاقليم كوردستان ان يكون شريكا اساسيا في المجالات السياسية والاقتصادية والامنية لبريطانية بعد خروجها من الاتحاد الاوربي، لما يمتلكه من امكانيات اقتصادية كبيرة كالنفط والغاز والزراعة والسياحة وموقعها الجغرافي المهم في الشرق الاوسط فضلا على انفتاحها على العالم الخارجي ، ودوره الاساسي في الجبهة العالمية لمكافحة الارهاب ،
اقليم كوردستان لايقل اهمية عن بعض الدول االعربية في المنطقة التي تسعى لندن لجعلها اسواقا لمنتاجتها واستيراد الطاقة منها ، اذا ما قارناه من حيث مكامن الطاقة وقدرة اسواقه على استيعاب وتصريف المنتجات البريطانية فضلا على الايدي العاملة الرخيصة وايضا الذخائر الاحتياطية من النفط والغاز سواء التي كشفت وبدأ الانتاج منها ام التي لم يكشف عنها لحد الان وهي كثيرة جدا بحسب تقارير شركات الاستكشاف وخبراء الطاقة العالميين.
لذلك على حكومة اقليم كوردستان ان تعزز قنوات الاتصال وبناء علاقات جديدة مع الحكومة البريطانية وتشجيع الشركات البريطانية المختلفة على الاستثمار في الاقليم في مجالات الزراعة والصناعة والسياحة والنفط وتقديم حوافز للندن لتكون سوقا للنفط الكوردستاني.

أحدث المقالات