23 مايو، 2024 1:57 ص
Search
Close this search box.

ضرورة التغيير

Facebook
Twitter
LinkedIn

كان المتوقع أنْ يكون عدد الكيانات اليساسيّة التي ستخوض الانتخابات النيابية في نهاية نيسان 2014 اقل من عددها في انتخابات عام 2010.
وكان البعض معتقداً أنّ حرمان النواّب من الرواتب التقاعدية ، سيخفف شدّة التزاحم على الترشيح ..!!
انّ عدد الكيانات السياسية التي ستخوض الانتخابات النيابية القادمة هي (277) كياناً سياسياً، بينما كان عددها في انتخابات عام 2010، (327) كياناً، فقد قَلَّ العدد كما كان المتوقع، وإنْ كان الفارق بين العددين ليس كبيراً …
انه (50) فقط ..!!
ونحن لسنا من البلدان الشهيرة بدّقه احصاءاتها ، وصواب توقعاتها …!!
مَنْ منّا كان يتوقع ان يصل الوضع الأمني في العراق مثلا الى ماوصل اليه مؤخراً ؟!
ان عدد الشهداء حين يبلغ حوالي (الألف) في شهر واحد ، يكشف عن عمق محنة العراقيين وعظيم بلائهم بالارهابيين والتكفيريين …
مَنْ منّا كان يتوقع أنْ يتسابق السلطويون في مضمار انتهاب ثروات العراق على النحو الفظيع الذي شهدناه ؟!
مَنْ منّا كان يتوقع ان تبقى بعض الوزارات الأمنية شاغرة، طيلة هذه السنوات، رغم الحاجة الماسة لذلك ؟
من منّا كان يتوقع أنْ يُمْنَحَ كبار المسؤولين قطعاً متميزة بمساحتها ومواقعها، من أراضي العاصمة، ويبقى الفقراء الضعفاء محرومين من شبر واحدٍ في وطنهم ؟
مَنْ منا كان يتوقع تقدُّم المزورين للشهادات والوثائق،على النابهين من ذوي الذكاء والنبوغ، الحاملين بصدق لأعلى الشهادات الجامعية ؟
من منا كان يتوقع أن تُغرق الأمطارُ عاصمتنا الحبيبة بغداد والعديد من المحافظات العراقية العزيزة، دون ان تكون الجهات المختصة قد اتخذت التدابير اللازمة ؟
مّنْ منّا كان يتوقع ان تضّم المدارسُ الطينية أبناءنا، عوضاً عما يستحقونه من مدارس حديثة ، مجهزة بأحدث التجهيزات وأحسنها ؟
من منا كان يتوقع ان تكون المحاصصات المقيتة أساساً في توزيع الحقائب والمناصب ؟
ان (القائد الضرورة) المقبور اختصر العراق بذاته، وجاءت الكتل السياسية الفائزة، لتختصر العراق بعناصرها، وليتها اختارت أحسن العناصر للمواقع الحساسة (فالموظف الصحي) تُعهد اليه أخطر المهمات الأمنية ، والقصّاب يَتُم إحضارُه في لقاءاتٍ بالغةِ الخطورة والأهمية مع روساء الدول والحكومات، وتمتلأ الأروقة الرسمية بالأبناء والأصهار والأقرباء، حتى لكأنّ العراق ملك صرف ، طوّب لصالح هذا الوزير أو ذاك ..!!
من منا كان يتوقع ان يصل الابتزاز حد المطالبة العلنية بدفع مبالغ يتعين على مراجعي الدوائر والاجهزة الرسمية دفعها دون اعتراض ؟!
وبماذا نسميّ هذا الفساد المالي والاداري ؟
من منّا كان يتوقع ان يتحول المعتاشون على الصدقات التي تدفعها دول اللجوء، الى أثرياء يتصدرون قوائم أكبر الاثرياء في العالم ؟
من منّا كان يتوقع ان يكون خُمسُ العراقيين – وهم مواطنو بلدٍ يُعّد من أغنى الدول بثرواته النفطية محرومين من الماء الصالح للشرب ؟
مَن منَا كان يتوقع أنْ تصرف المليارات من الدنانير، كرواتب لأشخاص وهميين، تم ادراجُ اسمائهم ضمن القوائم ؟!!
من منّا كان يتوقع أنْ تُحرقَ وثائق وسجلات الحسابات، في العديد من الوزارات  لتطمس معالم السرقات وعمليات القرصنة ؟
إنَّ (أضابير) المحنة حافلة بالأسرار الخطيرة ، والأرقام المثيرة ، والعجائب الكثيرة، وليس بمقدورنا ان نذكر عُشْرَ مِعْشارِها ..!!
واذا كانت هذه التساؤلات لا تثير همم الناس للبحث عن البديل الصالح، فان المحنة فيهم أكبر من محنة الوطن بالفاسدين والمفسدين ..!!
التغيير هو منطق العصر
وهو ضرورة لاغنى عنها ، لوطن مستباح ، مثخن بالأحزان والجراح …
[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب