23 ديسمبر، 2024 2:01 ص

ضرورة اغلاق سفارات النظام الايراني في الدول

ضرورة اغلاق سفارات النظام الايراني في الدول

بعد التطورات التي شهدها العراق العام الماضي نرى الآن أن النظام الايراني بدأ جولة جديدة من نشاطاته في المنطقة بشكل عام وفي العراق بشكل خاص.
من البديهي أنه عندما نتحدث عن نشاطات النظام الايراني ليس قصدنا نشاطات سليمة تصب في خدمة مصالح الشعبين. لأنه ومنذ مجيء هذا النظام الى السلطة فجميع نشاطاته كانت تهدف ضمان بقائه ولنهب ثروات الشعب من جهة وقمع وقتل المعارضين من جهة أخرى.
ان المعرفة العملية لهذا النظام تقول لنا ان النظام الايراني عندما يواجه الأزمات خاصة عندما تتفاقم فانه يزيد من تصدير الازمات الى خارج حدوده ويسعى أن يغطي على هذه الأزمات بمختلف النشاطات.
واذا آلقينا النظرة الى مجموعة الهزائم التي مني بها النظام طيلة عام 2016 خارج  الحدود وعلى الصعيد الدولي فنكتشف كم من الصعوبات التي ستنتظر نظام الملالي في طهران في العام الجديد! العام الذي ينطوي على تحولات مهمة للغاية تنتهي كلها لضرر النظام ولصالح الشعب الايراني والبديل الديمقراطي لهذا النظام. 
ان هذه المعرفة والتجارب تقول لنا أن الطبيعة المتخلفة والرجعية لهذا النظام تمنع التعايش السلمي مع العالم ولا يمكن له أن يتكيف مع التطورات لذلك لا محيد منه من العواقب الحاسمة التي تنتظره.
في العام الماضي تمكنت القوى الرئيسية للمعارضة الايرانية التي كانت عناصرها لمدة 14 عاما في حصار فرضه عملاء النظام الايراني في العراق في عمل سياسي – ستراتيجي فذ ولافت من مغادرة العراق منتصرة وتدخل في مستو جديد ونقطة أعلى من التوازن السياسي. فهذا العمل كان هزيمة كبيرة للنظام. لأن سناريو النظام لهذه القوة في العراق كان القضاء الكامل على أعضائها.
كما أن النظام في العراق كان قد فقد المالكي في منصب رئاسة الوزراء. لذلك لم يتمكن مثل السابق أن يكون في موقع أعلى في المشهد السياسي والعسكري العراقي. كما وعلى الصعيد الدولي قد فقد العهد الذهبي بنهاية عهد باراك اوباما وخلال الأيام التالية وبمجيء الادارة الجديدة للرئيس المنتخب في أمريكا ستبدأ مرحلة متفاوتة عما كان عليها في الماضي حيث ستكون مثيرة للخوف للنظام من كل الجوانب.
وردا على هكذا مرحلة قام النظام في الأشهر القليلة الماضية بمجموعة من الأعمال الارهابية لكي يصور نفسه معتدلا منها ما فعله من عمل ارهابي ضد الأحزاب الكردية الايرانية في اقليم كردستان العراق مما أدى الى استشهاد 7 منهم واغتيال أحد المحامين المدافعين للدكتور طارق الهاشمي النائب السابق للرئيس العراقي واغتيال أحد رجال الدين البارزين في اربيل وتهديد وسائل الاعلام العراقية بأن عليهم ألا ينشروا مقالات ضد النظام الايراني وموجة جديدة من التفجيرات في بغداد وغيرها من المدن العراقية.
ولكن ما يتصدر هذه الأعمال هو تعيين أحد القادة الأقدمين في فيلق القدس برتبة عميد باسم ايرج مسجدي سفيرا جديدا للنظام في بغداد. ايرج مسجدي المعروف بمستشار أقدم لقاسم سليماني قائد فيلق القدس كان يعمل طيلة العقود الثلاثة الماضية في داخل العراق وكان له نشاطات وخطط ونفذ عشرات الأعمال الارهابية في العراق.
وأعلن مسؤولو النظام الايراني أكثر من مرة لحد الآن أن أمن ايران لا يقتصر على الحدود الجغرافية الايرانية ويجب الحضور في دول المنطقة لتأمين أمن ايران. ولهذا فان العميد سلامي نائب القيادة العامة للحرس الثوري قد وصف قبل مدة قتل الشعب السوري في حلب بأنه «فتح المبين».
كما انه وفي مقابلة أخرى وفي اشارة الى حضور قوات المعارضة الايرانية في العراق قد هدد أنهم غير مأمونين حيثما كانوا. وهو الذي قد كرر قبل 6 أشهر تصريحات المسؤولين الآخرين للنظام بأن معارضي النظام الايراني في العراق اما عليهم الاستسلام أو يجب قتلهم.
وبحسب وسائل الاعلام التابعة للنظام فان «سفارة ايران ببغداد هي أحد المناصب الستراتيجية خارج البلد وأن انتخاب السفير لها يكتسي أهمية كبيرة».
في نظرة عابرة الى حيثيات جميع السفراء والدبلوماسيين للنظام في دول العالم وخاصة في الشرق الأوسط نكتشف أن جميعهم أعضاء وقادة الحرس الثوري حيث مهمتهم هي التجسس وجمع المعلومات الاستخبارية ثم أعمال ارهابية حيث يشكل ما حصل في العراق نموذجا بارزا لهكذا واقع.
لذلك يجب أن لا نشك أن توفير الأمن في الدول اضافة الى اليقظة واتخاذ تدابير أمنية يتطلب غلق سفارات النظام الايراني في هذه الدول أيضا.         
***