12 أبريل، 2024 4:33 ص
Search
Close this search box.

ضرغام هاشم .. الموصلي الذي استشهد دفاعا عن الجنوب

Facebook
Twitter
LinkedIn

الطاغية صدام حسين جعله صلفه، كالطفل الخبيث، لا يكتفي بهزيمة غريمه، امام بطشه، انما يظل ينكل به مستخدما كل ما تطاله يداه، من دونما فروسية ولا رجولة.. جبان اذا تولى لا يعف.
لم يكتف صدام حسين، بسحق انتفاضة الخامس عشر من آذار 1991، انما راح ينكل بالجنوبيين، ملصقا بهم صفات يراها بنظرته المتخلفة تهما مهينة، وما هي بتهم ولا مهينة، اذا ثبتت، لكن كونها غير صحيحة، فهي تدل على ضالحة، اسلوبه في الاهانة، وكأن من ليس ذا اصول عربية، تافه ولا يستحق الحياة، ناسيا قوله تعالى:
“وخلقناكم شعوبا وقبائل، لتعارفوا، ان اقربكم عند الله اتقاكم”.
وقول الرسول محمد (ص):
“لا فضل لعربي على اعجمي الا بالتقوى”.
اذن ما المهين في ان ينسب صدام الجنوبيين الى الهند وانهم جاؤوا تبع الجواميس التي قادها محمد القاسم من الهند.
اشبع بعروبتك صدام، لا يريدها الجنوبيون ولا سواهم (خليها لك) لكنهم قبائل عربية اصيلة، يفصلها عن سادات العرب ابان صدر الاسلام، عشرون وثلاثون واقل من اربعين ظهرا، ليس الا، حسب المشجرات التي وضعها النسابة الثقاة لكل قبيلة، واقيس على نسبي الذي ينتهي بالامام الحسين بن علي (ع) ولا يفصلني عن الامام موسى بن جعفر الكاظم (ع) سوى ثمانية وعشرين ظهرا، ولي صديق محمداوي من العمارة، لا يفصله عن عمرو معد كرب، سوى اقل من اربعين ظهرا، فمتى ذهبوا الى الهند وصاروا هنودا ثم عادوا عربا، ومن يفلت من براثن العرب لا يعود اليهم حتى لو عاشر شذاذ الافاق؛ لان العرب اسوأ من شذاذ الافاق!
وهل يعقل ان يتركوا دولة فاحشة الثراء ليذهبوا الى الهند الفقيرة!؟
كل هذه الطروحات وابلغ منها، رد بها الشهيد ضرغام هاشم، على ما كتبه عبد الجبار محسن، في اربع مقالات على الصفحة الاخيرة من جريدة (الثورة).
محسن من (النصيرات) احدى عشائر قبيلة (بني لام) راسخة الجذور في العمارة.. قلب الجنوب.. كتب ما يرضي صدام، من كلام يتلذذ به الطاغية باعتباره تنكيلا بالجنوبيين، وما نراه نحن تنكيلا، لان سلخهم عن العرب شرف وليس اهانة، كما اسلفنا، حتى لو نسبهم الى شذاذ الافاق، وشذاذ الافاق اشرف من العرب كما تقول الوقائع على مر التواريخ والحقب.
بينما الشهيد ضرغام هاشم، موصلي.. من شمالي العراق.. استشهد في الحق، دفاعا عن الجنوبيين، الا يتوجب له على اهل الجنوب ان يقيموا له تمثالا، رد اعتبار لروح ضرغام هاشم.. رحمه الله ولعن من كان سببا باستشهاده.
ناهيك عن كون محمد القاسم، الفاتح الاسلامي قاد جواميس بدلا من ان يحمل علوم الهند.. ام الفلسفة واللاهوت.. صاحبة الفضل على روح الحضارات الفارسية واليونانية والرافدينية.. روح الحضارات، لم يأت بها، انما جاء بالجواميس، ورعاتها معها!؟
لاتعليق! لان العراقيين امة من دون الناس ينتخي شهم من الشمال للدفاع عن الجنوبيين ضد خيانة جنوبي للجنوب.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب