17 نوفمبر، 2024 6:53 م
Search
Close this search box.

ضربني في يوم صباحيتي!

ضربني في يوم صباحيتي!

في حفل اعد له بشكل اكثر من ممتاز تنوعت فيه الاغنيات والدبكات والكلمات المحببة للاستماع، بمناسبة يوم المرأة العراقية، واقيم قبل يومين في احدى قاعات بغداد الفنية، وبينما الكل مستمتع بالفقرة الاخيرة للحفل وتكريم عدد من النسوة المتميزات في مجالات العمل الوظيفي والمدني، اعتلت احداهن المنصة وطلبت الاذن بالحديث، كانت شابة ترتسم على ملامحها النعومة في كل شيء، لم يكن يبدو على ملامحها الشجاعة، لكنها تحدثت عن قصتها المؤلمة بشكل شجاع أثار اعجاب الجميع وتفاعل معها حتى دب الصمت في المكان في ترقب لكل جملة تقولها. حديث فتاة المنصة بدأ عندما قالت: تعرضت للتعنيف في يوم صباحيتي واستمر الحال طيلة فترة زواجي على مدى نحو ثلاث سنوات من الالم، خسرت فيها صحتي بسبب الضرب المتكرر ولما اشتكيت كان مصيري البقاء في سجن النساء لمدة سنة وثلاثة اشهر، بتهم كيدية استطاع زوجي بنفوذه تلفيقها لي لاجباري على العيش معه وترك موضوع الطلاق وشكاوى الضرب المتواصل، لم تنفع محاولات المحامين الذين كلفتهم لاجل البراءة، فهناك على النحو المقابل كان زوجي يمارس سطوة المال يرشي بها القضاة والمحامين لاجل البقاء بي اطول فترة ممكنة رهن الاحتجاز. حتى حصلت على قرار البراءة من محكمة الجنايات لعدم كفاية الادلة وخرجت لاعيش في بيت اهلي بلا حقوق علني اداوي نفسي الجريحة.. واوجاع ايام اتمنى نسيانها. امرأة المنصة، لم تصمت على حالها طويلا وقررت أن تعمل في مجال حقوق المرأة في احدى منظمات المجتمع المدني، لكنها وضعت يدها على الجرح، عندما قالت ليس لدينا قانون حتى الان يجرم العنف الاسري المستباح ، والمرأة لاتزال تضرب كي تتأدب بحسب مايفسره البعض من الرجال في تمشية حياتهم الزوجية. وفعلا لاتزال هناك الكثير من حالات الضرب والاهانة تتعرض لها النساء في العديد من المناطق وخصوصا في القرى والارياف والمناطق الشعبية، ذات الكثافة السكانية العالية والمستوى الاقتصادي الضعيف، والمشكلة ليست في عدم وجود قانون فقط، بل في التنشئة الاجتماعية التي يتربى عليها الذكر، بتمكينه من استخدام العنف لاجل بسط هيبته ووقاره داخل البيت، ولاجل ان تشعر الام بالفرح بأن ابنها كبر وصار بامكانه ان (يشكم) اخته على نحو شجاع! الكثير من القصص ترويها المحاميات الرابضات بين اروقة محاكم الاحوال الشخصية، بعضها يتشابه في تهرب الزوج من اداء حقوق زوجته وطليقته واستخدامه العنف المفرط بحقها مستغلا امكانية افلاته من العقاب او المتابعة، عندما يأمن عدم وجود قانون يردعه ويقلل كثيرا من هذه الحالات، وحتى يتحقق ذلك القانون فاننا نأمل ان يحل بيننا عيد المرأة العالمي في العام المقبل بلا قصص حزينة.

نقلا عن الصباح

أحدث المقالات