17 نوفمبر، 2024 7:29 م
Search
Close this search box.

ضربة قتلت عبادة الثقلين !

ضربة قتلت عبادة الثقلين !

قال الرسول الكريم (صلوات ربي عليه وآله): ” أقدم أُمتي سلماً, وأكثرهم علماً وأصحهم ديناً, وأفضلهم يقيناً وأكملهم حلماً وأسمحهم كفاً, وأشجعهم قلباً علي، وهو الإمام على أُمتي”, ينابيع المودة ص76 ب 13.
علي بن أبي طالب عليه السلام, ذلك المولود في البيت العتيق, الذي كلت الأقلام, وهي ما زالت تكتب عن مآثرهِ, وما قيل فيه, وما تناوله في حياته من علم وعمل؛ وقف الباحثون في حيرة من جزءٍ منه؛ فما بين ولادته واستشهاده, كيان أمة في شخص رجل!.
إنه ابن ذاك البيت الهاشمي الإبراهيمي, لم يقف أمامه فارس إلا صرعه, ولم يناقشه عالم إلا غلبه, جوادٌ كريم أُنزِلت بحقة, آيات بينات في القرآن الكريم, واحاديث نبوية يصعب إحصاؤها, هو الإيمان كله, بحديث صريح, في غزوة الأحزاب, ” اليوم خرج الإيمان كله, للشرك كله”, وهو الموصوف بالحب المتبادل, بينه وبين الخالق ورسوله “ص” في غزوة خيبر, حيث يقول عنه الرسول, عليه وعلى آله, أفضل الصلاة وأتم التسليم:” لأعطين الراية غداً لرجلٍ, يحب الله ورسوله, ويحبه الله ورسوله,”, علي عليه السلام خير البَشَر, بعد الرسول الأمين, حسب هذه الرواية,” كان سلمان الفارسي يمر في الطريق, فراه احد الصحابة, فساله عن الرسول الاكرم, فقال له: انه موجود في المنزل, مع رجل لا اعرفه, فذهب هذا الصحابي, ليجد الرسول (ص), وعنده امير المؤمنين علي (ع), فقال للرسول (ص): انت تقول ان سلمان اصدق الرجال؟, فأجابه الرسول(ص): نعم , فقال له الصحابي, ان سلمان قد كذب, لأني سألته عنك فقال: انه لديك ضيف لا يعلمه, وهل هو لا يعرف علي (ع)؟ فقال له الرسول (ص): لقد صدق سلمان, وقال الرسول(ص):” يا علي لا يعرف الله الا انا وانت, يا علي لا يعرفني الا الله وانت, يا علي لا يعرفك الا الله وانا”, فلذلك سلمان صدق, بانه لا يعرف علي (ع).
شواهد كثيرة لكتاب ليسوا مسلمين, بحق أمير المؤمنين (ع), أدرج منها, قول ميخائيل نعيمة, وهو كاتب لبناني مسيحي منصف حيث يقول:” ان التاريخ لم يعرف رجلين, ترافقا في طريق النور والخير, مثل ترافق النبي محمد (ص), والامام علي بن ابي طالب (ع)”, ويذكر ايضا في مقدمة كتابه, الامام علي (ع) صوت العدالة الانسانية, بطولات الامام ما اقتصرت يوما ميادين الحرب؛ فقد كان بطلا في صفاء رايه, وطهارة وجدانه وسحر بيانه, وعمق انسانيته وحرارة ايمانه, وسمو دعوته ونصرته للمحروم والمظلوم”.
عادت الجزيرة بعد انتقال الرسول عليه وعلى آله, أفضل الصلاة وأتم والتسليم, الى الرفيق الأعلى, تناحرٌ وبغضٌ وعبادة شخوص, دون تحكيم العقول, فنصبوا من هم أدنى قدراً, من علي(ع), ليحكموا المسلمين باجتهاداتهم, مع علمهم أنه أعلم منهم وأفقه وأشجع!, ولم يكفيهم ذلك الإقصاء, بل حاربوه بعدما انتخبوه خليفة, ومعارك الجمل وصفين خير شاهد.
لم يكن علي عليه السلام, مُدبراً يوماً في كل المعارك, التي خاضها, حتى وصف بالكرار غير الفرار, من قبل محمد الصادق الأمين(ًص), لم يتمكن منه مقابلٌ في الحروب, فما بين فرار وقتل, كان مصير من واجهه, ليسير إلى ربه غدراً, أثناء سجوده شهيدا, وهو المولود في البيت الحرام.
فسلام عليه يوم ولد, ويوم استشهد ويوم يُبعث حيا.

[email protected]

أحدث المقالات