23 ديسمبر، 2024 2:48 م

ضربة البليارد .. مواقف متقلبة

ضربة البليارد .. مواقف متقلبة

تمضي الامور في كواليس العملية السياسية العراقية خلاف ما هي في ظاهرها، حتى بات الحديث عن تسريبات  متضاربة بحاجة الى توثيق من مصادر قيادية او تلك الاعرف بأمور هذه المفاوضات، لكي يظهر في الكثير من الاحيان نوعا من الاستفهام عند تلك الجهات القيادية عما يفعله بعض النواب لاسيما اولئك الجدد في اللعب من تحت الطاولة في تحالفات  تبدو خارج سياق التصريحات والبيانات التي تصدر عن اجتماعات هذه الكتل الفائزة في الانتخابات البرلمانية  الاخيرة .
فالجميع  نصب اعينهم  المناصب والثراء السياسي الفاحش من الاموال العامة عبر عقود  ومقاولات في الافق القريب ، ناهيك عن مبالغ وصلت حسب بعض التسريبات الى مليون دولار وسيارة مصفحة فقط لضمان الولاية الثالثة للسيد  نوري المالكي ، وحين يطرح السؤال على دولة القانون من اين لكم هذه الاموال التي تبذخ من اجل شراء ولاء السياسيين  ، يأتي الجواء حازما قاطعا بان هذه اخبار مختلقة لا علاقة لها بالواقع ، فيما  يتذمر  قادة متحدون والعربية  والعراقية الوطنية وهي كتل تظهر بياناتها الوقوف بالضد من الولاية الثالثة، ان رسائل اسامة النجيفي رئيس كتلة متحدون  واياد علاوي  رئيس كتلة العراقية الوطنية الى المرجع الشيعي الاعلى اية الله علي السيستاني قد تضمنت فيما ضمنته ، الشكوى من هذا البذخ “المالكي” لاستمالة نواب من كتلتهم ،حتى ان احدهم اشار في حديث لكاتب هذه السطور عما اسماه باستراتيجية ضربة البليادر التي يتبعها المالكي لتفتيت هذه الكتل الثلاثة من اجل التحالف مع الراغبين بالمناصب  والطامعين بأموال المقاولات العامة  والعمولات الكبيرة  في حكومة مقبلة يبدو، على قول محدثي، ان تشكيلها يشوبه فساد كثير . 
 ولهذا الكلام اكثر من رد عند قياديين في دولة القانون  يؤكدون بان حكومة الاغلبية السياسية هي الحل الوحيد ،دستوريا ، من اجل الخروج بحكومة منسجمة ، واعادة الحديث عن حكومة المحاصصة تحت عنوان الشراكة الوطنية ، تعني ان الحكومة المقبلة ستواجه ذات المشاكل التي  واجهها المالكي في ولايتين سابقتين ، وان هذه الاغلبية ستضم جميع الراغبين من الشيعة والسنة والكرد  والتركمان  بالركوب  في سفينة حكومة جديدة يقودها المالكي وليس غيره ، وان اي حديث عن تغييره يعني  الالتفاف على الاستحقاق الانتخابي الذي فاز به .
اما الحديث عن  موقف مرجعية النجف الاشرف من ولاية المالكي الثالثة ، فان جميع خطب  الجمعة في كربلاء التي تمثل المرجعية الشيعية العليا، ما بعد الانتخابات وما قبلها لم تشير صراحة الى رفض تولي المالكي منصب رئيس الوزراء  لولاية ثالثة، وكل تلميح دون تصريح له اكثر من وجه في التحليل ، الا ما صرح به  اية الله بشير النجفي  عندما حث الناخبين على عدم الاقتراع  لصالح المالكي  في تصريحاته المعروفة  .
لكل ما تقدم ، تبدو المواقف متقلبة ، ولم يظهر بعد الدخان الابيض من البيت الشيعي في الاقتراع للمالكي ، عندها يمكن الحديث عن مواقف ومتغيرات للقوائم ذات الاغلبية السنية او للتحالف الكردستاني ، وكلها بانتظار موقف صريح  ونهائي للمجلس الاسلامي الاعلى والتيار الصدري  في منح المالكي قرار الولاية الثالثة  من عدمه، وقبل ذلك فان جميع  هذه الجهود تبقى مجرد محاولات لنيل  ثقة الكتلة الاكبر ومن دونها ليس اكثر من صخب سياسي  .  
*[email protected]