يحتفل ” عبعوب ” بمرور عام على إطلاقه مشروع ” إيباااااه ” ينتشر الخبر كالبرق ، وتسارع الفضائيات لمطالعة جديد “عبعوب ” في تقليعة وسيم بغداد، ولهاث نساء طهران وراء “جماله”،ويحفل عبعوب بمنزلة النجم العراقي..!
عبعوب هذا”أمين بغداد “المختنقة بالوحل والنفايات والأحزاب السياسية .
في الجانب الآخر تبرز مناكفات مشعان الجبوري وصالح المطلك في فحيح يكشف عن روائح صفقات وعقود جعلت العداوة تتقدم على ألفة المصالح، وبؤس النازحين المصنوعة بتواطئ وطني وإجرام “داعشي “..!
ضحايا سبايكر يلاحقون حكاية البرلمان الأعور للقائد الجهبذ المهزوم عبود كنبر، ومايكشف عنه من مؤامرة ، أو بيع ، او هروب ، أو سخّام السخّم وجهه، وجه قادة الجيش الفضائي ، عار الدولة العراقية “الديمقراطية” .
حين تتوارى عن سماء بغداد أسماء فكرية مثل الدكتوررشيد الخيون وميثم الجنابي والبروفيسورزهير عبد الرزاق محي الدين وحسام الآلوسي ومخلد المختار وسعدي يوسف وغسان العطية ومحسن الموسوي وحمزة الحسن ومؤيد البدري وحسين سعيد وغيرهم، يتوارون بحكم التابو السياسي والفوضى والكاتم ..! تعلو ضجة الثرثارين من الغوغائيين والإنتهازيين والسماسرة .
كل جيل عراقي كان يرشح نجومه من الفنانين والأدباء والرياضيين والسياسيين والإعلاميين والكتاب والشعراء والعلماء والاطباء ورجال الفكر والثقافة،وفي الكثير من السنوات كانت تتداخل ثلاثة أجيال او أربعة في مطارحاتها وتنافس خطابها ولونها الإبداعي ، وتلك ميزة لبغداد الحاضنة للطاقات الصاعدة لها من الجنوب والشمال ومناطق الوسط والغربية ، إمتزاج عراقي باحث عن الإبداع والرقي والهوية العراقية .
كيف ضاع كل ذلك ؟ وانتهى بنا الأمر الى زمن نجومه “عبعوب” و” كنبر” و”مشعان” وشعيط ومعيط وجرار الخيط …!؟
كيف استبدلنا نصير الجادرجي ب مشعان الجبوري ..؟ وتحت اي أمية ضاغطة وافقنا أن يكون “عبعوب ” أمينا ً لسيدة المدن بغداد واقصينا بنت بغداد المعمارية العالمية زها حديد، والمعماري الكبير والمصمم رفعة الجادرجي وعشرات الكفاءات الهندسية والمعمارية التي تغص بهم أكاديميات العالم وجامعاته ..!؟
كيف تقبلت قواعد العسكرية العراقية الصارمة استبدال اسماء وافعال أبطال مغاوير امثال بارق الحاج حنطة واسماعيل تايه النعيمي وماهر رشيد وفوزي علوان مشعل..!؟ بهياكل متخاذلة امثال علي غيدان وكنبر ورفاقهم بهزيمة الموصل وثلث العراق …!؟
لاادري متى نستفيق من هذا الكابوس الثقيل وهذه الصفحة السوداء من سريالية السفر الموجع لبغداد الأزل” بين الجد والهزل”، بغداد يسوقها الأميون والأغبياء والمزورون وشقاوات الطوائف والأحزاب والهمرات، فتهرب قصائد كريم العراقي واغنيات كاظم الساهر وسعدون جابر ويحل بدلا عنها ، نشيد عبعبوب الوطني ” أيبااااه… أيبااااه “…!؟
ذلك هو الضحك .. ضحك يشبه البكاء..!