تتبعني راكضةً ضحكتها تهشّمُ زجاجَ الكآبة ../ تحفرُ جدرانَ الخجلِ المملوءةِ بالصمتِ والذهول ../ بأضويتها تدفّىءُ وجهي بأشجارِ الزيزفون
قبلَ الأمسِ , كانتْ أجراسها خابيةً ../ نشّفتْ أمواجها مدناً تعاني منْ إحتباسِ الفصول ../ تحنُّ ترتشفُ شرارةً منَ الشفاهِ اللاهبة
وقُبَيلَ الطيرانِ , أجنحتها كانتْ تبحثُ عنْ ظلٍّ تلوذُ بألوانهِ ../ على شجرةِ خروعٍ تنزعُ ريشها تتشمّسُ ../ وذاكَ الزَغَب النابت يستغيثُ وراءَ الواجهات ……
وقُبَيلَ الأنتظارِ , كانَ عندليبها ينتظرُ فجراً ../ كمّمتهُ ريحاً أضرمتْ على شباكها ندى العشاقِ ../ تتشمّمُ النارنجَ في مهابطِ صحراءٍ مسدودة
كحّلتْ نافذتها بالسُحبِ البيضاء تغريهِ بالعبور ../ كعبتها العصيّة أرختْ عليها سفنها ../ وأرسلتْ حرّاسها ينكّسونَ أعلامَ مدوناتها
دوّي شهقاتها ترسلهُ عبرَ الأفقِ البعيد ../ رجعُ الصدى يُوهمُ رنّةَ خلاخيلِ مقابضَ البابَ ../ والصرير يعزفُ فوقَ السريرِ لحنَ الترقب …..
كلّ ليلةِ تتعطّرُ بعطرِ انوثتها تضفرُ جدائلَ الطرقات ../ على الجسدِ المنهك تشعلُ شموعَ اللقاء ../ تبحثُ عنْ سنينٍ أخرى تحتفلُ بها
آنذاك ,سأحملُ لأرضها القرنفلَ يملأُ الأودية ../ أرمّمُ الأحلامَ المؤجلة في تموجاتِ القصيدةِ ../ وأشعلُ الوسنَ المؤطرَ في ثنياتِ الشحوب
وأفتحُ عطرها المعتّقَ في قارورةِ هديلها ../ أتزيّنُ معها و
نفتحُ النوافذَ لطائرِ الخيبةِ ../ وتحتَ شمسٍ راعشةٍ نقتسمُ ضحكةً ساخرة