18 ديسمبر، 2024 11:04 م

ضحكة الرئيس المعتوه

ضحكة الرئيس المعتوه

لا أعرف أين قرأت، هل أنه عموداً لصحيفة حكومية، أو إفتتاحية صحيفة تعبر بالفعل عن ما يدور بإختلاجات الشارع العربي، وتحت مسمى (كلمات نابضة)، كتب أحدهم مقاله.. ( ضحكة الرئيس)، ويقول فيه: ” هل تعلم أن قفشات الرئيس السيسي وإفيهاته بالمؤتمرات التي تذاع على الهواء، ترفع أسهم البورصة وترسل رسائل إطمئنان للمستثمرين الأجانب والعرب ولقطاع السياحة.
ضحكة الرئيس الأسبوع الماضي في المؤتمر السادس للشباب، أدت الى إرتفاع رأس المال السوقي للبورصة المصرية، بعد مرور ساعة من بدء التداول، فالرسالة هنا أن الرجل الأقوى في الشرق الأوسط غير قلق ومطمئن رغم كل المكائد التي ينسجها أهل الشر.. فضحكته سلاح لمواجهة عبده مشتاق الواهمين بتحقيق حلم الوصاية على…”
لم يتسنى لي إكمال البقية، لعدم كفاية صفحة التواصل الإجتماعي التي نشرته كصورة، وحتماً ستكون ذروة ونهايات مشابهة للبدايات.
دفعني فضولي لتتبع ما يُحكى عن ضحكات الرؤوساء، وهمجية بعضهم التي يقلدها الضعفاء والتبعية وماسحي الأكتاف، وبحثت في الكوكل عن ما يكتب عن تصرفات خرقاء وحمقاء وماذا يعني البكاء عند الرؤساء، وهل تعني شعوب المعمورة بضحكة الرئيس، وهل لها مردوداتها الإقتصادية والإجتماعية، وهل لها تأثير بطبيعة المناخ وشح المياه وصراعات الأقطاب، وهل ترفع من قيمة الجنيه المصري فحسب، أم تمتد الى الدولار الأمريكي، واليورو والين والليرة التركية والتومان الإيراني؟!
بحثت لتفسير الضحكة، وماذا كتب الكتاب والمفكرون والفلاسفة والمداحين، وفي الصفحة الرئيسية وجدت عنوان، فإذا بالرابط يدلني على الصفحة الرسمية للرئيس السيسي وكتب فيها: ” ضحكة تقهر الأعداء”، مع صورة الرئيس ضاحكاً، وتحتها آلاف تعليقات الإشادة، وتعتبر عامها خير وتدعو من الباري أن يديمها، حتى لو جاعت الشعوب أو تعرت، لأن جل سعادتهم كما يدّعون بضحكة الرئيس.
لا أدري كيف يفسر هؤلاء، تجهم الرئيس الأمريكي ترامب، وحركاته الإنفعالية وتغريداته غير المنطقية، وهل أن إرتفاع درجات الحرارة في أوربا له علاقة بحركات ترامب؟ وهل تبقى الشعوب رهينة أفعال الحكام، وسعادتهم وتعاستهم تتناسب طردياً مع مزاج الرئيس؟ ويكفي العرب أمثلة كثيرة منها إنفاق ملايين الدراهم في العصر العباسي، على ولائم وغواني للخليفة وبقية الشعب جياع، فيما تكتب الكتب إزدهار الدولة وسعادة الشعب من سعادة الخليفة.
هكذا تتعامل الشعوب مع حكامها، وتتنازل عن معظم حقوقها، لرؤوساء لا يترددون من تقبل المهانات وتقبيل يد الدول الكبيرة، ويخوضون حروب بالنيابة أو تجويع وأضطهاد شعوبهم وغيرها، لإرضاء أسيادهم، فهم أسياد على عبيد وعبيد عند أسياد، ويعتقدون أنهم أنصاف آله، فما بالك بأمريكا التي تعتبر نفسها ( الدولة الإله)، فتثيب من يقدم الهدايا والنذور طائعاً، وتعاقب من يعتقد أن وجودها مبني على الجماجم وتجويع الشعوب لسعادة أله يؤكل عند جوع من يعبده، ولا شك أن الإله الخرافة كأله التمر، إذا لم يأكله الدود سيأكله العبيد، وقبل إكمال بحثي عن طرائف الرؤوساء، وجدت كتاب بعنوان (المعتوه)، يفضح دونالد ترامب بتوقيع مستشارته السابقة، ولا أدري هل قرأ حكام العرب هذا الكتاب، أم أنهم يقدمون بترولهم من أجل يضحك الرئيس المعتوه.