23 ديسمبر، 2024 8:53 ص

قِبل ثَلاثَة أعوام قرأَت كتاب مميّز ” لُعبة الأمم” مؤلفه (مايلز كوبلاند) تحدث هَذَا الكتاب بإيجاز عَن ما يحدث الآن بطريقة مبسطة تُبيَّن  للقراء مدى الدَهاء والمكر الأمريكي و الأور بي و لعبتهم القذرة  من جهة و حركة التخلف الرجعي التي أصابة عقول العرب من جانب أخر، فهو يفصل النزاعات والمؤامرات التي جرت على الوطن العَربي والشرق الأوسط و النجاحات السريعة من انقسامات سياسية  تحقّقت بشكل ذو وتيرة متسارعة، التي تم التخطيط لها بعد الفشل السياسي و المالي الذريع الذي تلقاه الأمريكان وحلفائه  قبيل وبعد الإنتخابات السورية كما بين الدعم الخارجي للرئيس جمال عبد الناصر والمؤامرات التي جرت عليه في وقت لاحق وجملة من التخبطات التي خاضها العرب أنذآك برعاية أمريكية بحته بعلم العرب وبدون علمهم كذلك، كما يُبين براعة التخطيط الأمريكي  وحلفائه وخططهم الخمسينية وحتى المئوي عكس العرب فهم كُسالا في كل شَيء إلا بـالحروب و التنافر فِيمَا بينَهم.

ما حدث قبل يومين في إجتماع الجمعيّة العامَّة للأمم المتّحدة و تجمع رؤساء دول العالم على طاولات الحوار للخروج بحلول للأزمات التي نخرت جسّد الأمة العربية بل و الأسوء أنها باتت تُصيب قلب ديننا الإسلامي بصورة مباشرة و تُشير إلى أن القادم أسود لا يمكن أن يضيئه مصباح لم يُصنع بَعد محلياً، فكل رؤساء العرب تحدثوا بطريقة تُشير عن التصعيد و استنزاف مزيد من الدماء في دول لم تذق طعم الأمان منذُ زمن بعيد
مثل فلسطين و العراق و سوريا ولبنان وليبيا واليمن وما لحقتها من دول أخرى وما يتبعها في الأيام المقبلة، هذا المشهد الأخير الذي رسم خارطته ملتقى الدول في تجمع الأمم المتّحدة.

 وأصبح التوجيه الأمريكي والروسي واضحاً كمُخطط لحرق المزيد من الأراضي فتُسجل لدى الامم المتحدة عالمية ، لكن أضافت للعبتهم لاعباً أخر يدخل في هذا النزاع  هو إيران فبعد الحوار الأمريكي الإيراني النووي وخروج إيران بمجموعة من الأهداف حققتها دون مُقابل مع الجانب الآخر و أهمها إستمرار تخصيب اليورانيوم و رفع الحصار الذي فُرض عليها تدريجياً، هذا ألزم  أمريكا وحليفاتها أن تنفذ خطّتها المعهودة حَيْث تُصفي خلافاتها مَع الحليف الأقوى لروسيا وتكسبه صديقاً مؤقتاً، و تلهيهِ في نَفْس الوقت بصراع سياسي عسكري مَع العرب فأمريكا تريد تخوض حرب مع ايران وتستنزف الوقت والمال والارواح.

سوف تشهد الفترة القادمة مناكفات بين ايران والعرب فَقَد كشّرَت أنياب الشر في اليومين الماضيين صرح التحالف العربي عن تدخل عسكري في سوريا بعد إنتهاء العمليات العسكرية في اليمن و سوريا حليف حميم لإيران و يوم أمس حيث صرح خامنئي القائد الأعلى للثورة الإسلامية وتوعد برد قاس على السعودية إذا لم يتم تسليم رعايا إيران الذين فقدوا في حادثة مِنى، وما بعده من تصريحات نارية سوف تُزكم أنوفنا برائحة البارود المشتعل في أجساء أبناء الوطن الواحد والدين الواحد، أما السلام لا يتحقق من فوهات البنادق بل من حسن النيّة وحكمة العقل.