علمتنا الحياة وأعطتنا تجارب الشعوب ان المجرم يجب ان يعاقب والفاسد يجب أن يحاكم والظالم يجب أن يؤخذ الحق منه وإرجاعه لأهله حتى تسير الحياة على السكة الصحيحة وتنعم الإنسانية بالسعادة والرخاء ، ولكن عندما يكرَّم المجرم ويقدم للفاسد الثروات ويعطى الأمان والحماية للظالم عندها ستعاد دورة الحياة ويرجع النظام الدكتاتوري المجرم التعسفي لأن الأرضية التي يستند عليها قد توفرت ، فلا يمكن للشعوب الصمت والتراخي من أجل استرجاع الحقوق وترك الساحة للمجرمين القتلة والفاسدين ، فعملية قطع رواتب ابطال الإنتفاضة والسجناء السياسيين وكذلك عوائل الشهداء وجميع هؤلاء من طيف واحد قد ضحى وظُلم وأُضطُهِد وقدم قوافل الشهداء وعاش الحرمان والعنصرية تحت حكم الأقلية المتمثل بالنظام الصدامي العفلقي ، قيام الكاظمي بمعاقبة كل من وقف معارضاً للنظام البعثي الصدامي وقطع عنه مستحقاته القانونية التي شرعها البرلمان العراقي مع حمايته ودعمه لمستحقات منتسبي الأجهزة الإجرامية الصدامية وكذلك الكرد والسنة دليل على عدوانية رئيس الوزراء للأغلبية الشيعية ومحاربته لهم من خلال إصدار القوانين التعسفية بحقهم من دون الرجوع للجهة المشرعة وهو البرلمان وبذلك يعطي الصورة الواضحة والجلية على الدوافع السيئة للحكومة الحالية من أجل إضعاف الأغلبية الشيعية وسحب البساط من تحت أقدامهم ومن ثم تنفيذ المخطط الأمريكي في العراق والمنطقة وفي مقدمته صفقة القرن وتوطين الفلسطينيين في غرب العراق ، مخطط بهذه الخطورة لا يمكن تركه يستمر حتى يتم ويتحقق ومن بعدها يرجع النظام الدكتاتوري التعسفي لحكم العراق الذي تقوده الأقلية السنية ، لهذا الأمر الخطير والحلقة المهمة من التاريخ العراقي تنهض الثلة المؤمنة والمضحية من ابطال الانتفاضة والسجناء السياسيين وعوائل الشهداء وجميع ضحايا النظام البائد في مواجهة أذناب البعث الكافر وجوكر الامريكان من أجل تصحيح المسار وإلغاء كل قانون غير شرعي أصدره الكاظمي ضد ضحايا النظام وإلغاء القوانين التي يدعم بها مجرمي البعث الكافر والكرد كالموافقة على عقود الاتصالات التي تهدر من اموال الشعب مليارات الدولارات بالإضافة للسيادة المهتوكة من قبل الأمريكان والأتراك وكذلك الكرد ، بهذه المظاهرات يثبت ضحايا النظام البائد أنهم صمام الأمان والجبل الذي يستند عليه العراق والمرجعية وأنهم دوماً العين الساهرة على الحفاظ على حقوق المستضعفين ، بهذه المظاهرة يظهر ابطال الإنتفاضة الشعبانية أنهم على استعداد دائم في مواجهة الدكتاتورية الفاسدة فلا الزمن يرهقهم ولا صعوبة العيش تتعبهم ، فهم الجنود الأوفياء للعراق ومرجعيته الرشيدة ولا تغمض لهم عين عن التحركات المشبوهة التي تريد تدمير كل الإنجازات التي تحققت على قلتها ما بعد التغير بل تريد تدمير النظام الديمقراطي برمته وإرجاع العراق الى حكم الرجل الواحد ذو العقلية الطائفية المريضة ، مظاهرة ضحايا النظام البائد ضد الكاظمي وقراراته التعسفية الاستبدادية في هذا الظرف الحساس دليل على وعي هذه الشريحة المناضلة التي لا تترك حقها مهما طغى الحاكم وتعاظم جبروته.