23 ديسمبر، 2024 3:27 ص

ضحايا النصب والإحتيال

ضحايا النصب والإحتيال

تحدثنا لفترات طويلة عن مطلب التغيير والإصلاحات، وأخذنا على عاتقنا بعد تشكيل الحكومة، وأن نساندها ونقف بالضد من كل من يحاول مواجهتها باطلاً، ويعرقل الأصلاح ومحاربة الفساد، وحديثنا كان بصدقية من أجل بناء دولة عصرية.
حكومة العبادي التي حصلت على تأييد المرجعية والمجتمع المحلي والعالمي، عليها أن تسمع الإنتقادات البناءة، وتقف بالضد من الهدامة.
قام العبادي بكشف الفضائيين وإصلاحات في المؤسسة الأمنية، وتم إحالة ضباط للتقاعد، منهم من حارب الإرهاب، وآخر من تخاذل وخان الأمانة، مع بقاء قادة بمثابة محور الفساد ونفوذ الإرهاب، والسكوت عن المؤسسة الحكومية بتفرعاتها بمأساويتها، وسيطرة الوجوه المتهمة بالفساد، بعيد عن طائلة المسائلة؟!
يعتقد بعضهم أن الضحايا، هم من الضرر الجسدي المباشر، وبذلك يكونون ضحايا النظام السابق والحروب والمشريدين خارج الوطن فقط، ولم ينتبه أحد الى ضحايا داخل أسوار الوطن، لأن الجاني هو الحكم والسارق هو الأمين؟!
لم تنتج الممارسات الأنانية سوى شعارات رنانة طنانة، وتركت شعب خائب ضحية للفاساد والإستهتار، ولم تتوصل اللجان المؤسسات التي شكلت للدفاع عن الضحايا لإحصاء جمعيهم؟! بل نقول أحياناً شملت الجاني وتركت الضحية؟!
تقول الحكمة” الفرق بين الموت والحياة هي السعادة”، وما زلنا من جيل لآخر نبحث عن الحلم المنشود، ولم نجد في قواميس الساسة خطوات لتحقيقها، ونسأل أين الدماء الجديدة؟! وما تزال الأحزاب التي حكمت الفترة السابقة هي صاحبة القرار وتعطيل الإصلاحات؟! وهي غطاء العيوب الكارثية التي ألمّت بالبلد، حتى صار من الأحلام أن يحصل مواطن على قطعة أرض أو يجد شارعاً معبداً أو إشارة ضوئية، ويلتزم بها المسؤول والمواطن، أو بناء يعلو ويحصل على أبسط الخدمات، التي تجاوزتها الشعوب منذ عقود كالكهرباء؟!
من الصعب أن نقول أن الإصلاحات شافية، وما زال المواطنون يجوبون الشوارع، وهم مهددون بقلع سقف بيت بسيط، وبأيديهم كتب وهمية للتمليك، ولم بُسأل من أخذ أصواتهم بها؟! ولم يتوقف عبث المقاولون بعلم ودراية المسؤوليين؟! ولا حتى إفتعال أزمة الكهرباء في الشتاء، ونقص الوقود جراء الإرهاب ومخادعة مافيات الفساد التي لا تريد نجاح الحكومة، وترمي المواطن بين فكي أصحاب المولدات؟!
نؤشرعلى وجود عراقيل لقرارات الإصلاح، وضغوطات يتعرض لها العبادي تبدأ من داخل قائمته، مع حلفاءهم المفسدين المتربعين على المؤسسات.
يكيفينا 12 عام من الهواية، ولابد ان ندخل عالم الإحتراف، ونخرج من مفهوم المركزية الروتينية والحكومة المهيمنة، الى إحترام التنوع وتوزيع الصلاحيات وتنمية الثروات، وخلق التنافس الوطني بين المحافظات، التي يبدأ بناءها من القرى والمدن من الأطراف، ونعتقد أن تنظيف السلم الحكومي يبدأ من الأعلى والبناء من الأسفل، وإذا أردنا إحصاء الضحايا نجد أكثرهم من النصب والإحتيال السياسي، فهل تكون الحكومة بمثابة هيئة دفاع عن ضحايا لا يشعرون بالحياة، والموت والدمار بيد أخطبوط داخل المؤسسات؟!