إحتلت الحرب وعبر العصور المتلاحقة من عمرالانسانية مكاناً في صدارة الاهتمامات بوصفها مفردة أساسية في قاموس التوسع والهيمنة والتمدد وفرض الآراء وإلغاء الأخر أو لممارسة حق الدفاع الشرعي والحفاظ على الكرامة ورفض الإنصياع والإنبطاح أمام إرادة الغير وقد اتخذت مجموعة من الأساليب المتحركة حسب المتغيرات والآليات تمكنت من صياغة وجودها وإعادة إنتاج خطابها فانتقلت من حال الى حال حتى وصلت إلى ماهي عليه ألان ولكن بقيت الحرب هي الحرب مهما غيرت من أقنعتها وأساليبها وتقنياتها ولم تستطيع مساحيق التجميل المبتكرة من تجميل وجهها القبيح .
ان اتساع حالة الصراع وأنانية الاحتفاظ بالقدر الأكبر من القوة وأشعار الأخر بالضعف والتصاغر جعلت منحنيات الإحداث تنطلق بشكل مذهل باتجاه المواجهة المرعية حيث يتمترس كل فريق خلف سواتره الأيدلوجية مستخدماً أدوات تضمن له التفوق على خصمه دون ان يقيم اعتباراً لتأثيرات الصراع والحرب على الآخرين الذين أوجدهم القدر في ساحة الصراع دون أن يكون لهم الاختبار فالقاعدة وهي تمثل التطرف الشرقي عمدت إلى طريقة تفعيل الخلايا النائمة فهي قد ألقت في أوقات سابقة بذور التطرف والكراهية والفهم الخاطئ مستندة إلى التأويل الضيق للنصوص الرحبة ألقت كل ذلك في حقول المواجهة لتنتج جيشاً من الانتحاريين الذين تعاقدوا مع الموت في حلف ظلامي لأجتثاث الحياة غير عابئين بوجهات النظر الأخرى في الإقبال على الحياة وعدم مصادرة حقوق الآخرين لتكون النتيجة ان الإنسانية تستيقظ كل صباح على اللون الأحمر وقد أغلق محطات المترو والمنتجعات والأسواق والمدارس والأبنية في عمليات أزهقت فيها أرواح عشرات الآلاف من الأبرياء الذين لم يكونوا طرفاً في المواجهة وكلما استدعت الحالة لتقويض الهدوء والسلام في بلد ما انبرت الخلايا النائمة الى تنفيذ خطط الموت واستلاب الحياة وتحويل المناطق الامنه الى قنابل موقوتة تنفجر في أوقات محسوبة لضمان قتل اكبر عدد ممكن او أحداث فتنة تستمر تداعياتها لجر الشعوب إلى الاقتتال الداخلي والحرب الأهلية كما أعلنته وقائع حادثة سامراء في العراق وفي المقابل فان الولايات المتحدة وهي الطرف الأخر في المواجهة تستثمر طريقة برمجة الحاسوب على تفعيل الإيقونات وهذه الإيقونات قد تكون على شكل مصالح او أهداف او جماعات ضمن ستراتيجية معدة سلفاً ترتكز إلى حماية امن إسرائيل ” ممثلها في المنطقة ” فنجد تبعاً لذلك ان الولايات المتحدة تغذي وتموّل المجاميع المعارضة في مختلف البلدان فيما تفتح ملفات حقوق الإنسان والديمقراطية والتداول السلمي للسلطة في بلدان كانت هي قد أسهمت في تثبيت دكتاتورياتها وتمكينهم من إبادة شعوبهم وإسكات أصواتهم لكنها تستخدم تفعيل تلك الإيقونات وفقاً للمصالح الأمريكية وبطريقة انتقائية تبعث على الاستغراب حيث تتشابه الظروف في المنطقة واستخدام ذات الطرق الا إننا نرى انه يحاسب طرف ويترك طرف أخر حسب مقتضيات الحاجة الأمريكية لا على أساس مساعدة الشعوب وتخليصها من مأزقها والذي كانت السبب الأول فيه .
وما بين تفعيل لوجود الأميبي للخلايا النائمة الذي تتبناه القاعدة وبين تفعيل الإيقونات في الحاسوب الأمريكي تبقى الشعوب في الشرق والغرب هي الضحية لتلك الأيدلوجيات ولأنها لم تكن طرفاً في ذلك الصراع كان عليها ان تختار مصيرها وتقرر بإرادتها مستقبلها وان تستفيق من السبات العميق ودفع ثمن الحرية والاستقلال في القرار دون أملاءات بدلاً من ان تدفع دماءها ما بين الخلايا النائمة والإيقونات فالشعوب الحية التي تمتلك تقرير مصيرها وهي التي تستحق الحياة .