26 نوفمبر، 2024 10:13 ص
Search
Close this search box.

ضحالة التنظير البعثي(قراءة في الإختراق الفكري البعثي الأخير)

ضحالة التنظير البعثي(قراءة في الإختراق الفكري البعثي الأخير)

يبدو أن الأفكار البعثية لازالت تنطلق من مزبلة التنظير الضيق وبالتالي مهما كان لمعان الأفكار المُخرجة فذلك لن يغير من الحقيقة الاشمئزازية بإن هذه الافكار ذات رائحة نتنة .
يبدو ان النكرة وفق مفاهيم الضمير الإنساني والمُعرف وفق بطاقة الظلام الاستبدادي صالح المختار,قد تناسى نحن الآن في أوج الاطلاع لمن يريد ذلك (يُستثنى المقيدين بالتبعية الدكتاتورية ) لذلك لامجال للشعارات وبأي صيغة كُتبت بإن تعاود فعاليتها , قراءة في مقاله المنشور في احدى المواقع البعثية.
يبدأ المختار مقاله ببداية بعثية خالصة عن طريق أستحدام الكلمات المدججة بفوهات البنادق ,والعقلية ذاتها إذ يطلق الوصف الخاص بأفكاره ويرميه على الأخرين باستهلاله بكلمة ال (تدميري ), من ثم يعرج تباعًا على نقد الليبرالية مُذكر إياها بخطأ الفكر الشيوعي متناسيًا الأمر الغير قابل للنسيان، المنهجية المتبعة في الواقع من قبل حزب البعث، والمعاملة التي يندى لها جبين الوحوش متجاوزين مسألة الضمائر البشرية!

يتضح من المقال أن المرحلة المتقدمة من الخبث الاستخباري الغربي قد بدأت بالفعل عن طريق إعادة تدوير النفايات القديمة بشكلٍ وإطارٍ أخر ، إذ يصور الكاتب حزب البعث بإنه الحزب الاكثر فهمًا لغاية الدين وصاحب الحنكة في تسيير شؤون الدولة الحديثة بمفهوم تتبلور فيه جميع الرؤى في فكرٍ بعثيٍ شمولي، نرى الكاتب من خلال أسلوب الترغيب يمثل النزعة الحديثة للتوظيف الامريكي في الابحار بعيدا باختراق الشعوب بكافة الطرق حتى لو اضطرها ذلك لإعادة التعامل بورقة محروقة، وهي ورقة حزب البعث ، هذه المرحلة التي تعد من أكثر المراحل خطورة إذ أنها تؤسس لهيكلية جديدة فرضها الواقع المتصدع للمنظومة الفكرية في المجتمع العراقي ولهذا التصدع أسبابه الممهدة منها
1_المساحة الشاسعة التي اخذتها وسائل التواصل الاجتماعي من مجمل أوقات الفرد في العراق.
2_ الاستغلال الخبيث لمؤسسات إعلامية لهذه الوسائل وتجنيد المدونين والصفحات من أجل توجيه الناس نحو قضية معينة.
3_كذلك استغلال التخبط السياسي والفساد والاوضاع الامنية التي اصبحت محط تذمر لدى الاوساط الشعبية من أجل التذكير بالوضعية المستقرة في العهد السابق.
4_انعدام الحلول من قبل الحكومة العراقية من اجل صد هذه الهجمة

بالتالي أن الرأي العام اصبح مُنقاد بواسطة هذه المؤسسات التي تحمل اجندات معادية للعراق ، لذلك نتيجة ماذُكر أعلاه فإن من البديهي معرفة بعض التوجهات المفروضة بخبث على الرأي العام الذي فقد مصداقيته نتيجة التبعية العمياء، لأجل ذلك تحريك الورقة البعثية من جديد مع بعض التغييرات في الخطاب ليكون اكثر ملائمة للوقت الحالي
ثم يُذكر الكاتب بالمنهجية الرعناء التي اورثتنا التقسيم العرقي والطائفي، حصر الاسلام بالعرب ومحمد بالعرب، هذا الأمر الذي نتج عنه العداء العربي الفارسي وكذلك يلحق به الوصف العربي للمذهب الجعفري بالصفوي وغيره من الاوصاف والذي خلف الكثير الكثير من الفتاوى التي اباحت أراقة الدم الشيعي، والعبارات البعثية الواردة في المقال تنافي الشرع والتعامل المحمدي من حيث

1_ الآية القرأنية (أن أكرمكم عند الله أتقاكم )

2_الحديث النبوي الشريف (لافرق بين عربي و أعجمي ولا أبيض او أسود إلا بالتقوى) وقول النبي بسلمان الفارسي ( سلمان منا أهل البيت)
مما يؤكد أن الإسلام هو دين شمولي عام لايمكن ان يختص بقوميةٍ دون أُخرى كما أُود تذكير المختار والبعثيين بإن النبي محمد يصنف من انبياء أولي العزم فهل تلائم شعاراتكم هذا الامر!!!.
من ثم يدعو إلى تقيد سلطة رجال الدين وجعلها تحت اشراف البعث، أن هذا الامر يكشف عن حقد دفين وفكر رجعي مقيت ناتج عن الخوف من السلطة النفسية لعلماء الدين على الشعب وكذلك الرغبة البغيضة للبعثين التي تتمثل بمحاولة أحكام السيطرة على الكل وان تخضع لشخص واحد يتحكم بكافة المقاليد حتى لو شرع دين جديد او دعا الناس لعبادته فهم لن يعصو له امرا نتيجة التعود على الخضوع.
في الختام أن الخطط الامريكية مع كل لحظة تقدم تزداد خبثًا، ولن تتناوى في إعادة الورقة البعثية من جديد إذ رأت بُدا من ذلك، وحتى لو كانت هذه الورقة مستحيلة الآن واقعيا تبقى الادارة الامريكية لديها الكثير من الاورق، مما يتطلب من الجميع التكاتف وتجهيز مختلف أنواع الاسلحة الفكرية واللوجستية والخ….

أحدث المقالات