23 ديسمبر، 2024 4:07 ص

ضجة إيرانية مشکوك في أمرها

ضجة إيرانية مشکوك في أمرها

في تطورات وتداعيات جديدة للأزمة الامريکية ـ الايرانية، ومن خلال التصريحات المتشددة والاجراءات الاخيرة التي إتخذها النظام الايراني خلال الايام الاخيرة بخصوص زيادة التخصيب وإنذار الدول االاوربية بالانسحاب التدريجي من الاتفاق النووي، فقد بدأت الاجواء في المنطقة يطغي علي التوتر من جديد وصار الحديث يتزايد عن إحتمالات نشوب المواجهة خصوصا وإن التصريحات والاجراءات الايرانية قد قابلتها إرسال تعزيزات عسکرية أمريکية جديدة للمنطقة،
هذه التطورات الجديدة التي يحاول النظام الايراني في ظاهرها الإيحاء للعالم بإستعداده للمواجهة وعدم تخوفه منها، ترافقها أيضا تصريحات ومواقف تٶکد على عدم رغبة النظام الايراني في الدخول في أي حرب ومواجهة، لکن الذي يلفت النظر کثيرا هو إن النظام الايراني هذه المرة وبخلاف المرات السابقة،، لايجد أية دولة کبرى أو ذات شأن تقف الى جانبه أو تٶيده فيما يفعل بل وهناك رفض لما يقوم به والطلب منه بأن لايقدم على أية خطوة أو إجراء من شأنه خرق أو إنتهاك مواد الاتفاق النووي المبرم في تموز 2015، ولاسيما الصين وروسيا اللذان يعتبران أکثر الدول الکبرى قربا وتفاهما مع هذا النظام.
الضجة الحالية التي أثارها النظام الايراني والتي هي بالاساس عبارة عن ممارسة نوع من الضغط أو کما سماه الامريکيون، الابتزاز النووي من أجل أن يحققوا ثمة مکسب ما لهم يمنحهم شئ من القوة والامل في المواجهة الصعبة وغير العادية مع الولايات المتحدة الامريکية، وإن الذي يجعل وضع النظام الايراني أکثر ليس صعوبة بل وحتى خطورة، الاوزاح الداخلية للبلاد حيث يتصاعد الغضب الشعبي يوما بعد يوم الى جانب إن المجلس الوطني للمقاومة الايرانية والذي يزداد دورا وحضورا على الساحة الداخلية الايرانية وکذلك على الصعيد الدولي بحيث بات ينظر إليه کطرف أساسي في المعادلة الايرانية، يشکلان معا أکبر تهديد قائم ضده ولاسيما وإنهما يسعيان وبصورة صريحة لالغبار عليها لإسقاط النظام، وبإعتقادنا فإن الضجة الحالية هي من أجل تفادي تطور الاوضاع الداخلية بما يمکن أن يحدث الزلزال الکبير الذي طالما تخوف منه، ولکن، هل يمکن لهذه الضجة أن يقود الى أية نتيجة مفيدة للنظام الايراني؟ من الواضح جدا إنه ليس هناك أي مٶشر يدل على إمکانية تحقيقه لأية نتيجة مفيدة ولو على قدر ضئيل لطهران.
هده الضجة يمکن إعتبارها مفتعلة ومشکوك في أمرها من أولها الى آخرها وإنها لايمکن أن تٶثر على الموقف الامريکي المتصلب جدا والذي لايمکن أبدا أن يتراجع من دون تحقيق أهدافه.