ضبابية تاسيس حزب الدعوة حجب الرؤيا عن المؤسس

ضبابية تاسيس حزب الدعوة حجب الرؤيا عن المؤسس

هنالك مثل شعبي يقول ( شليلة وضايع راسه ) يعني كومة خيوط وراس الخيط مفقود في وسطها ، وكان مصداق هذا المثل هو التاريخ المتضارب عن من اسس حزب الدعوة ، طبعا قبل الدعوة تاسس الحزب الجعفري سنة 1952 على يد عبد الصاحب دخيل والشيخ محمد صادق القاموسي ، والسيد حسن شبر ( ص 274) والذي لم يدم طويلا

جمعت هذه المعلومات خلال قراءتي لمجموعة من الكتب ذكرت حزب الدعوة وهذه الكتب كلية الفقه ادوار واطوار ، امالي السيد طالب الرفاعي ، مذكرات الشيخ الاصفي ، مذكرات الشيخ علي الكوراني على موقعه.

في كتاب كلية الفقه تاليف د خضير حجي ذكر ان :” اول اجتماع لحزب الدعوة حضر فيه السيد محمد باقر الصدر والسيد محمد باقر الحكيم والسيد محمد هادي الحكيم والحاج عبد الصاحب دخيل والسيد طالب الرفاعي والسيد مرتضى العسكري و الاستاذ محمد حسين الاديب ، والشيخ محمد صادق القاموسي ( هامش 2 ج1 ص276 نقلا عن حسن شبر /حزب الدعوة ) كانت الفكرة الاولى التي سميت ( قدح الزناد ) من قبل السيد طالب الرفاعي ج1 ص 276)

وفي نفس الكتاب يقول الدكتور خضير حجي لقد حدثني الدكتور محمود المظفر قائلا : في منتصف الخمسينيات جاءني السيد مهدي الحكيم وقال لي : نحن اثنان لا ثالث معنا انا و( عبد الصاحب دخيل ) واحب ان تكون ثالثنا في تشكيل اول نواة سياسية اسلامية ( هـ1 ص 275)

اذاً اول اثنين هم الحكيم والدخيل ، ولم يوافق المظفر على الانتماء،

بينما السيد طالب الرفاعي في اماليه يقول ” 14 او 15 تموز سنة 1959 اول اثنين انتميا الى حزب الدعوة وبايعا السيد محمد باقر الصدر هما السيد مهدي الحكيم والسيد محمد باقر الحكيم ولم يسم بعد بحزب الدعوة ، ( امالي السيد طالب الرفاعي ص 158)

بفترة قصيرة خرج السيد مهدي الحكيم والسيد باقر الحكيم وبعدهما السيد باقر الصدر ت سنة 1960 او 1961بامر من السيد محسن الحكيم

بينما الشيخ محمد مهدي الاصفي في مذكراته يقول ” اول من قاموا بطرح هذه الفكرة وتنفيذها هم الشهيد السيد الصدر والعلامة مرتضى العسكري ، والسيد مهدي الحكيم ، وهناك شخص او شخصين لا اذكرهم ( مذكرات الشيخ الاصفي ص370)

بعد مدة قصيرة التحقت بالحزب ، على يد العلامة العسكري سنة 1962( ص371)

يقول الاصفي ان الشهيد عبد الصاحب الدخيل (ابو عصام ) كان هو كل شيء في حزب لدعوة وبيده دفتر بكل اسرار الحزب حتى عندما نناقش السيد محمد باقر الصدر يقول ناخذ راي الاخ ابو عصام وعند استشهاده كتب الاصفي استشهاد الرجل الثاني في حزب الدعوة فمن هو الاول ؟

هنا التضارب اذا كان الاصفي انتمى سنة 1962 بينما الصدر ترك الحزب سنة 1960 فكيف يكون ضمنهم بالاجتماع ؟

ويعود ليقول الاصفي واصبح الشيخ عارف البصري ود جابر العطا ، والحاج عبد الصاحب الدخيل ، والمهندس محمد هادي السبيتي وانا المؤسسين للحزب ( ص375) على ما يبدو بعد انسحاب السادة

بينما الشيخ علي الكوراني في مذكراته يقول ان عبد الصاحب الدخيل هو المؤسس وهو الاول وهو كل شيء في حزب الدعوة ، ـشارك في مداولات تأسيس تنظيم الدعوة بضعة عشرة نفراً ، وكانت جلساتهم متباعدة ، وبدأت سنة (1960م- 1379هـ) واستمرت نحو سنة حتى تم اتفاق من بقي منهم في الجلسات ، فبدأ أبو عصام بتشكيل الحلقات ، وطلب من السيد الصدر أن يكتب الأسس .

يعني سنة 1961 قرروا تاسيس الحزب فماذا يعني الاجتماع سنة 1959 كما ذكر الرفاعي وان كان الرجل قال لم يعرف باسم حزب الدعوة الا ان انسحاب ابناء الحكيم والصدر كان سنة 1960 يعني عرف بحزب الدعوة حسب ما ذكر ان المحامي والبعثي حسين الصافي هو من اعلم الحكيم بانتماء ابنائه للحزب وعلى اثر ذلك طلب منهما الانسحاب لانه مرجع ولا يصح ان ينتمي ابناؤه للحزب .

ويؤكد الكوراني على رئاسة الدخيل قائلا :” ـ وكان احترام السيد الصدر لأبي عصام كبيراً واضحاً ، وقد رأيته يتعارف معه في الدخول والخروج فيقدمه ، وربما تقدم عليه أبو عصام ، وكان يدعوه: أبا عصام ! وأبو عصام يدعوه: يا سيد محمد باقر ، وسمعته بعد مدة يدعوه: يا أبا مرام. وشبيهاً به كان احترام السيد مهدي لأبي عصام ،  فالحضور القوي في تلك الجلسات كان لأبي عصام أولاً ، وللسيد مهدي الحكيم ثانياً ، وللسيد الصدر ثالثاً ، رحمهم الله(https://www.alameli.net/ حزب الدعوة ) لا اعلم هذا في اي سنة التاسيس وابناء الحكيم والصدر انسحبوا بعد فترة قصيرة من الحزب الذي لم يطلق عليه اسم حزب الدعوة .

ثم ذكروا ان السيد الصدر انسحب امتثالا لامر السيد الحكيم بينما في مكان اخر ذكر ان السيد الصدر الذي بنى فكره بتاسيس دولة اسلامية على اية الشورى (سورة الشورى 38)  ثم حصل تبدل في هذا الموضوع الى ان الاية ليست بحجة ( ص160) وعلى ضوء ذلك انسحب .

هذه الضبابية خليط بين المؤسس ولجنة المؤسسين وبين من يدير الحزب ، اما توجهاته فان الكوراني جعله خليط من حزب الاخوان وحزب التحرير والحزب الشيوعي .

أحدث المقالات

أحدث المقالات