23 ديسمبر، 2024 1:23 م

ضاع العراق وشعبه ما بين داعش والسياسيين

ضاع العراق وشعبه ما بين داعش والسياسيين

لقد رفض المحيط العربي وكذلك الأقلية التي حكمت العراق بالحديد والنار التغير الكبير في عام 2003 الذي حرر العراق وشعبه من حكم الدكتاتورية التي كانت تفرضه الأقلية لمئات من السنين ، لهذا أستصرخت الأقلية لجميع القوى الإجرامية في العالم من أجل مساعدتها في إعادة الحكم لها ومهما يكن الثمن ، فأصبحت المناطق التي تسكنها الأقلية حواضن لقوى الإرهاب والشر لكي تنطلق منها لنشر القتل والدمار وهكذا سبح العراق بالدماء وأنتشر الخراب وتوقفت عجلة التطور والإزدهار نتيجة الإرهاب الذي عصف بهذا الشعب المظلوم ، وهذا الإرهاب أتخذ عدت أسماء وتلون بعدت واجهات ولكن المجرم و الإجرام نفسه والضحية ذاتها ، فما القاعدة وداعش والجيش الإسلامي وغيرها من مجاميع القتل والدمار ما هي إلا وسائل وأدوات تستعملها القوى المحيطة بالعراق من أجل تنفيذ مخططات وأهداف القوى الكبرى وإسرائيل في العراق والمنطقة .

ولكن هذا الإرهاب لم يكن وحيداً في تدمير العراق وشعبه بل كان من يساعده ويدعمه ويحميه من خلال العمل السياسي الذي تقوم به مجموعة كبيرة من السياسيين الذين دخلوا قبة البرلمان وجعلوا كل شيء فيها مبعثر فلم يعرف الشعب العراقي من هذا البرلمان أي مصلحة إلا في هدر المال العام وتذويب المصلحة العليا للبلد ، فبلإضافة الى هذه المجموعة التي كانت تعمل بالعلن تارةً في دعم الإرهاب وفي السر تارةً أخرى هناك مجموعة الكرد البرلمانية التي عملت بصورة مباشرة أو غير مباشرة في أستمرار هذه الحالة العشوائية من أجل أن يبقى المركز في أزمات مستمرة حتى يبقى ضعيفاً لا تقوم له قائمة ومن ثم تحقيق الحلم الأكبر لهم وهو إعلان الدولة الكردية ، أما المجموعة الشيعية فهذه دخلت الدوامة بإرادتها نتيجة الفساد الإداري الذي أستشرى ما بين السياسين فتركوا المصلحة العليا وركضوا وراء مصالحهم الشخصية أو الحزبية وهكذا أصبحوا جزء من اللعبة التي دمرت كل شيء في العراق نتيجة ترك حقوقهم كأغلبية يمكن لها أن تلعب دور مهم في بناء القرار السياسي ولكن دخولهم في التوافقية قد وهبوا حق أغلبيتهم وهكذا دمروا أهم مرتكز يرتكز عليه النظام الديمقراطي وهو قيادة الحكم لمن فاز بالأغلبية في نتائج الإنتخابات ، وبذلك أضاعوا حقوق قواعدهم الشعبية التي عانت ما عانت من أجل بناء نظام ديمقراطي في العراق ولكن تشتت الكلمة والقرار قد أضعف جميع التنظيمات الشيعية مما جعل كفت الأقلية في تساوي مع الأغلبية بل تزيد عليها في كثير من المواقع والظروف ، وهكذا أصبح الشعب العراقي ما بين المطرقة والسندان فمن جهة الإرهاب يقتل ويدمر ومن جهة أخرى السياسي حامي وداعم للإرهاب أو ساكت عليه من أجل فوضى أكبر أو حبه للسلطة والآنا الشخصية والحزبية ، وهكذا ضاع العراق وشعبه ما بين داعش الإجرام وقطع الرؤوس لكل كائن يخلفهم بالرأي والموقف والكلمة وبين السياسيين الذين يضعون مصالحهم الشخصية والحزبية في الطليعة وبذلك أضاعوا مصالح وحقوق شعبهم .