التوترات الاخيرة التي يمر بها البلد، حيث انعدام الأمن و الأمان، حتى بات العراقي لا يأمن على نفسه في قعر داره، خوفا من ان تلاحقه المفخخة الى غرفة نومه، التي يقال لها دار راحته و سكناه، و كل هذا جاء بسبب القيادة الغير الحكيمة لزمام الأمور، اي ان البلد بني على مؤسسة أمنية متحزبة، إذن المؤسسة مخترقة فالعراق مخترق في كل شي، مهما فعلت فعلى الحكومة او المسؤول المعني ان يعيد هيكلية تلك المؤسسات فتجد هناك تغيير واضح المعالم على البنية الجديدة و الأداء.
الخروقات الأمنية الاخيرة ليست بجديدة على حالنا، إنما هي شبيهة لأخواتها اللاتي سبقن هذا الخرق، و به مدلول كبير على ان هناك خلايا نائمة تُدعم من قبل عصابات السياسة الداعشية التي تقطن البرلمان، و لها الدور الكبير في وضع حجر في عجلة التقدم لكي يصفو لها الجو في السلب و النهب لاموال البلد، و انشغال الاخر في الأمور الأمنية.
حسب ما ارى ان كل هذا جاء لأسباب عديدة منها ، التحزبات التي تحكم المؤسسة الأمنية و التي كل همها ان تجعل الشرطي أسير راتبه الشهري و انعدام الوطنية لديه، وهذا ما تدفعه الجيوب الدولية لوصول العراق الى منصة الذل و الهوان، و السبب الاخر هو تأخر او الامتناع رئيس الجمهورية من المصادقة على قرارات الأعدام بحق المدانين منذ عام ٢٠٠٥ و الى الان تحت عنوان المصالحة و غيرها، ماذا تصالح القاتل ام تساوم على دم المقتول، و السبب الاخر ايضا فقدان قانون العقوبة و المثوبة في المؤسسة الأمنية بحق الضباط الكبار الذين جعلوا من هذه المؤسسة دار يرثه لكل من يريد ان يكون داخلها، أين الوطنية ؟؟
المظاهرات الاخيرة التي خرج بها المتظاهرون الى ساحات التظاهر التي أراد بها ابداء الرأي و تحقيق المطالَب على تغيير الفاسد، وهي مثلبة جيدة، لكن هناك فيها أمور شاذة منها لا نلقي اللوم على احدهم بل اللوم على الطرفين، على الجهة المتظاهرة ان تسحب جميع موظفيها من المفوضية العليا للانتخابات و ان كان موظف واحد، كي اكون مجرد من التمثيل في تلك المؤسسة التي خرجت ضدها، و في نفس الوقت تكون هناك قياس للنوعية للأتباع الذين يمارسون المهنة داخل تلك المؤسسة ، اما الحكومة عليها احترام المتظاهرين و توفير الأمن لهم ليس قتلهم و قصفهم بالقنابل المسيلة للدموع، و على القوات الأمنية ان تحمي مواقعها لا تقتل المتظاهر في ساحات التظاهر، إذن نجد من خلال هذه الأفعال التي اتخذت من قبل بعض الأشخاص إنما هي افعال اتخذت الأوامر من قبل قيادات لها ارتباط مع أمريكا لكي تصمت تلك الأصوات.
في اخر الكلام ..
الخاسر الوحيد هو العراق؛ لان رجاله يتبعون آراء الدول لا قياداتهم الحقيقيون، فتلك المرجعية ناشدت و خاطبت حتى بُح صوتها على ان تستقيم الحكومة ووصل الحال الى غلق الأبواب بوجه الساسة، فلنرجع الى قادتنا الذين إستطاعو اليوم اخراج داعش و السيطرة على الوضع من خلال الفتوى المقدسة، لماذا بعض الساسة يسجد لاوامر رؤوس الفتنة من السعودية و ساستنا يتجنبون الزعامة الشيعية التي استطاعت ان تخرج البلد من الأزمة الوهابية السلفية، إذن ليس لدي ما آصف به المتخبطين في السياسة الا ان أقول لهم بالعامية (ضاع الخيط و المخيط ).