إردوغان أزرى بسيادة وقيادة العِراق مرَّتين؛ آنَ أدخلَ عنوةً جيشه إلى شَماليّ العِراق مَا طَابَ لَه، ولم يستجب لصبر الجّمال الجَّميل، مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ولم يعْدِل، لاستغاثات تلكُمُ السّيادة والقيادة!. ثمَّ أزرى آنَ أعربَ عن ترفعه على شخص الرَّئيس «حيدر العبادي» رُغمَ أنَّ إردوغان يصغر العبادي سِنَّاً بعامين تقويميّين، وعبَّرَ إردوغان بمُفرَدات استهانة وإهانة، قصد الإيحاء بحديث الرُّكبان: “ مَن اُستثيرَ ولم يُثار فهو حِمار ”.
هِشام علي أكبر إبراهيم العلوي، مولود الكوت عام 1964م تخرَّجَ (طبيب باطنيَّة، اُسوَةً بوزيره السَّبعينيّ إبراهيم الجَّعفري) برعاية اتحاد الطَّلبة البعثيّ في ظِل نظام صدّام، وفي 16/ 6/ 2016م قدَّمَ أوراق اعتمادِه سفيراً للعِراق، بين يدي إردوغان، ليُعالج الكِبر التركي، بدبلوماسيَّة الرَّجُل العِراقيّ المريض، بصَغار مُتهافت، كما أفادَ المُتحدِّث باسم وزارة الخارجيَّة العِراقيَّة أحمد جمال، بانَّ اتصالاً هاتفيَّاً جرى بين وزيري خارجية بلاده إبراهيم الجَّعفري، والتركي مولود جاويش أوغلو، ندَّد فيه المُعتلّ الأوَّل بالشَّأن الدّاخليّ التّركيّ (مُحاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا ولا ناقةَ أو جَمَل عِراقي فيها ولا بغل في جَبل قنديل مُعانِد له في مُحاوَلة الانقِلاب المزعومة!). وأوضح جمال في بيان نُشر باسمه على الموقع الرَّسمي لوزارة الخارجيَّة العِراقيَّة، أنَّ الجَّعفري أبلغ جاويش أوغلو عن حرص بلاده على وَحدة تركيا واستقرارها، مُعرباً عن دعم بلاده المُطلق لمسيرَة ديمقراطيَّة الباب العالي في الدَّولة العليَّة السَّنيَّة تركيا. وأضاف الجَّعفريّ أنّ أمن المُواطنين الأتراك يستحوذ على أهميَّة بالغة بالنسبة للعِراق، مُشيراً إلى وجوب احترام النظام الدّيمقراطيّ في تركيا، ومُعتبراً في الوقت نفسه أنّ أيّ اعتداء إرهابيّ يستهدف تركيا، بمثابة استهداف العِراق. جدير بالذكر أنّ مجموعة صغيرة داخل بنية القوات التركية المسلحة، موالية لمنظمة الكيان الموازي الإرهابي، حاولت مساء الجُّمُعة مُنتصف تُمُّوز الانقلاب على الحكومة الشَّرعيَّة في تركيا المُتجاوزة بقوّات عسكريَّة لا شَرعيَّة في بعشيقة شَماليّ العِراق، إلّا أنّ نزول الشَّعب التركي إلى الشَّوارع بطلب من القائد العام للجَّيش والقوّات المُسلحة “رَجب طيّب إردوغان”، ووقوفهم أمام الدّبابات والجُّنود، أدّت إلى فشل المُحاولة، وانتصار الدّيمقراطيَّة في البلاد.
ثمَّ صرَّح السَّفير العِراقي لدى أنقرة مُهشّم الثريد هِشام العلوي (مُندلع الكرش يلهث إذا تحدَّث)؛ بأن بلادها تلقّت طلبًا رسميًا من السّلطات التركية بخصوص إغلاق مدارس مُنظمة فتح الله غولن الإرهابيَّة في العِراق، مُشيرًا إلى أنه تواصل مع الجّهات المعنيّة من أجل القيام بما يلزم فيما يتعلق بأنشطة المُنظمة في بلاده بخلاف فيما لو انتصرَ الدّاعية الإسلامي غولن على تِلميذه غير النَّجيب مُواطنه الدّاهية إردوغان.
وأشار هِشام العلوي وهو يلهث في حديث لوكالة الأناضول إلى أنَّ الدَّولتين تملكان ماضيًا مُشتركًا في العلاقات الثقافيَّة والسّياسيَّة والاقتصاديَّة، مُؤكّدًا دعم الحكومة العِراقيَّة للسّلطات المُنتخبة في تركيا. وذكر العلوي أنَّ مُنظمة غولن لديها مدارس في العاصمة بغداد والمُحافظتين النِّفطِيَّتين البصرة وكركوك، وأنَّ الميلشيات المعنيَّة في إقليم شَماليّ العِراق أعلنت أنه سيجري نقل مدارس المُنظمة الناشطة فيه إلى وزارة التعليم، مُضيفًا أنه لا يعرف بوجود جامعات ومُستشفيات للمُنظمة في مناطق أُخرى مِن العِراق. وفيما يتعلق بالعمليَّة العسكريَّة الكبيرة التي تُخطط لاستعادة الموصل مِن تنظيم “داعش” الإرهابي، كشَفَ السَّفير العلويّ، مُذيعاً أسرارَاً عسكريَّةً، أن التوقعات تشير إلى أن العمليَّة ستبدأ في تشرين الأوَّل المُقبل! مُتغافِلاً عن حديث الرُّكبان: “ اقضوا حوائِجَكُم بالكِتمان، احفظ ذهَبَبَكَ وذِهابَكَ ومَذهَبَك ”.