18 ديسمبر، 2024 8:19 م

صَحيفة «العَدالَة» البغداديَّة في مَكتبَة محسن الحكيم

صَحيفة «العَدالَة» البغداديَّة في مَكتبَة محسن الحكيم

عام 1929م بطلب مِن بطريرك الكلدان الكاثوليك في بغداد وبتوجيه من البابا بيوس الحادي عشر، أُرسل مجموعة مِن أربعة آباء يسوعيين أميركيّين إلى بغداد وأسَّسوا كُليّة بغداد مدرسةً ثانويَّة للبنين عُرفت بـ”BC on the Tigris” وأقدم مَدرسة عَراقية آسيوية.

 

تخرَّجَ في كُلية بغداد الثانويَّة لا على سبيل الحصر:

 

البعثي السّابق اياد علاوي رئيس حزب الوفاق الوطني والبعثي التروتسكي الإسلامي على التوالي عادل عبدالمهدي صاحِب صحيفة «العدالَة» البغداديَّة والمرحوم احمد الجلبي” مُؤسس حزب المُؤتمر الوطني”.

 

ثمّ أسَّس الآباء اليسوعيين جامعة الحِكمَة

 

(أصل تسمِيَة تيّار الحِكمَة على نحت اسم دار الحِكمَة في بغداد الرَّشيد عاصِمَة الخِلافة العبّاسيَّة ثمَّ نحت اسم صَحيفة العَدالَة مِن اسم عادل عبدالمهدي!)

 

في مِنطقة الزَّعفرانية ببغداد عام 1955م برئاسَة الأب توماس هسي اليَسوعي رئيس ثانويَّة بغداد تِلك، وحَصَلت على موافقات الحكومة العراقية في ذات العام وتم العمل بأقسامها حال انتهاء العمل ببنايتها، وعيَّن الآباء اليسوعيّون الأب جوزيف الرّاين اليَسوعي رئيساً لجامِعَة الحِكمَة، وحُلَّت الجّامعة بعد عودَة تسلّط حزب البعث صيف 1968م وتحوَّلت أبنية جامعة الحِكمَة إلى مَعهد التكنولوجيا في مِنطقة الزَّعفرانية عام 1969م. ثمَّ حُظِرَ حزب البعث. أخرج الخليفة هارون الرَّشيد مخطوطات قصر الخِلافة، مُؤلَّفة ومُترجَمَة، مكتبة عامة مفتوحة لبعث الفريضَة الغائِبَة طَلَب العِلْم. توسَّعَت خزانة الكُتب وصارت جزائن، أي عِدَّة أقسام لكل مِنها من يقوم بالإشراف عليها، ولها تراجمة يتولون ترجَمَة الكتب إلى العربيَّة، وناسخون يشتغلون بنسخ الكُتب التي تُترجم وتُؤلف للخزانة ، ولها مُجلِّدون يجلدونها ويعنون بزخرفها، وعلى نهج خزانة كُتُب الحِكمَة أسَّسَ مَرجـِع النَّجَف مُحسن الحَكيم فروع مكتبات انتظَمَت البلاد حَمَلَت اسمِه. ثمَّ أحدَث الخلَف المأمون ديوانًا خاصًا بالترجمة في بيت الحكمة، جَعَلَ عليه حنين بن إسحق، وأمر بوضع خارطة للعالم سُمِّيَت الصُّورة المأمونيَّة، أوَّل خارطة للعالم، قال المسعودي في كتابه التنبيه والإشراف: «رأيت هذه الأقاليم مُصَوَّرة في غير كتاب بأنواع الأصباغ، وأحسن ما رأيت مِن ذلك في كتاب جُغرافيا مارينوس، وتفسير جُغرافيا قطع الأرض، الصُّورة المأمونيَّة التي عُمِلَت للمأمون واجتمع على صنعتها عِدَّةٌ مِن حُكماء أهل عصره صُوُّر فيها العالَم بأفلاكهِ ونُجومِهِ، وبَرّهِ وبَحرهِ وعامِرهِ وغامِرهِ، ومَساكن الأُمَم والمُدُن وغير ذلك، وهي أحسن مما تقدَّم مِن جُغرافيا أبطليموس وجُغرافيا مارينوس وغيرهما». في خارطة المأمون ومسحه وصف 530 مدينة وبلدة، وخمسة أبحر، و290 نهرًا، و200 جبلًا. أنشأ دارًا للتعريب، ورَصَدَ فيها عُلماء لتهذيب الكُتب المُترجَمَة وتوجيه أسماء المعرفة مِن الأعلام والأجناس على ما يناسب المنطق العربي. أطلق المأمون أواخر عهده برنامجًا منهجيًا للدّراسات الفلكيَّة، وأنشأ أوَّل مرصد فلكي في التاريخ الإسلامي، أقامه في بغداد في مِنطقة الشَّمّاسِيَّة، ثم أنشأ مرصدًا آخرًا في دِمَشق، وبَعَثَ أوَّل بعثة عِلميَّة لقياس مُحيط الأرض، وحِسابُ بحّاثة المأمون لِمُحيط الأرض قريبًا جدًا مما يُعرف اليوم.