23 ديسمبر، 2024 5:37 ص

صيهود دائم في العراق بينما الماء يخنيب في وزارة الاشغال

صيهود دائم في العراق بينما الماء يخنيب في وزارة الاشغال

حين يجري الماء، وحين يتوقف مختلجاً.. الحالتان تسميان خنياباً، وفي وزارة الاشغال، الماء لا متوقف ولا جارٍ.. إنه “خنياب” بمعنى الكلمة.

عادل مهودر.. وزير الأشغال الحالي، تبع سلفه رياض الغريب.. الوزير السابق، في ايقاف إجراءات تنفيذ مشاريع الماء، التي من شأنها انتشال العراق من جفاف الصيهود، الذي تتوعدنا به دول المحيط الأقليمي وتخطط متعاونة مع بعضها.. برغم الخلافات.. كي يجف العراق، رامضا، فتسبخ ارضه ويظمأ شعبه.

والوزيران.. تلاحقا، يساعدان على اتمام المكيدة، من حيث لا يدريان؛ لإن ” الجاهل يفعل بنفسه، ما يفعل العدو بعدوه” الامر الذي يجعلهما شريكان في جريمة توقيف مشاريع الماء، من حيث يدريان او… أشك بذلك.. فالله.. جل وعلا.. وحده يزكي الانفس.

على مدى دورتين وزاريتين، تتوقف مشاريع الماء، التي تحيي الاراضي الزراعية الميتة، وتوصل نسغ الحياة الى مدن وقرى وقصبات: “النجف” و”العمارة” و”الناصرية” التي أصابتها مصيبة حجب الوزارة للمشاريع، ببلاء تكاثف فيها من دون محافظات العراق الأخرى، التي إبتليت بنسب أدنى وأقل رويدا.. لكنها شاملة للجميع.. “لكل ضعفا ولكن لا تشعرون”.

الوزارة ترفض المشاريع الجديدة؛ تسترا على ورطتها التي لم يحقق بها أحد حتى الآن، والورطة متمثلة بمقاولين هربوا بالسلفة الأولية، لمشاريع لم ينجزوها.

المقاولون لم ينجزوا المشاريع؛ لأن المبالغ سلمت لهم بطريقة عشوائية، من دون متابعة، ولا أظن الامر نابع من جهل في الإجراءات المتبعة في مثل هذه الحالات؛ إذ يبدأ المقاول العمل، من “جيبه” ويتقاضى قيمة ما انفق، على مرحلة أولى، من الجهة المستفيدة، تليها سلفة تشغيلية للمرحلة التالية.

هربوا بقيمة المشروع كاملة، طالما ثمة من سلمها لهم، حال التوقيع، على عقود ورقية، من دون انجاز شيء على ارض الواقع، عاكسين صورة غريبة من الغفلة، لا تليق بدولة لها عمق يمتد الى العام 1921 من الانتظام الدستوري الواعي.. فهل الان تغافل الواعون ام يتظاهرون بالغفلة كي يمرروا ما… أستغفر الله من ذكره، تكراراً حد الملل.

الصيهود.. هو موسم الجفاف، الذي غالبا ما تفيض مدن العراق بعده، لكنه لم يعد موسما في ظل تخطيط المحيط الدولي، لبزل خيرات العراق وإفقاره، ومن ضمنها المياه، وبينما أولئك يخططون ضدنا، نحن “لا” نخطط لمصلحتنا، فتتضافر القوتان على تدمير العراق.. حتى صار الصيهود عاما كاملا وليس موسما.

مواسمنا كلها صيهود يتلظى به المزارعون.. أرضهم عطشى، في ظل وزيرين تتابعا على ايقاف المشاريع الاروائية، يوارون خلفها سوءة مرحلة عمل هوجاء، لا يعرفون… او لا يريدون تخطيها…

دول المحيط الاقليمي من حول العراق، لا تعيش صفاء مطلقا، في علاقاتها المتبادلة، لكنها عندما تصل الى الشأن العراقي تصفي خلافاتها، متوحدة على الشر ضد خيره.

فهل فكرت جهة سيادية او قضائية ما، بالتحقيق في التخصيصات التي رصدتها وزارة الاشغال لمشاريع حيوية.. صرفت مبالغ التخصيصات ولم تنفذ المشاريع، التي وقعت عقودها بسقوف زمنية اخترقت، وبلغ الخازوق سمت السماء.

وهل يتعذر على الخبراء المتخصصين، ايجاد حلول بدءاً من الصفر، وفق خطة عمل جديدة، تهمل أخطاء الماضي، ولا تسمح لتبعاتها أن تحبط المستقبل!؟