7 أبريل، 2024 12:55 ص
Search
Close this search box.

صيام رمضان بين الماضي والحاضر

Facebook
Twitter
LinkedIn

مقالات متسلسلة (التسلسل الاول)
كانت قريتنا تعتبر من القرى النائية رغم انها تبعد عن مركز مدينة حمام العليل عشرة كيلو مترات تقريبا وتبعد عن نهر دجلة اقل من اثنين كيلومتر الا ان الحياة في سبعينات القرن الماضي كانت بدائية في عموم مناطق الريف العراقي….
لم يكن في قريتنا مسجد حيث ان المسجد الوحيد كان في القرية الملاصقة لقريتنا وان القريتان يعرفان باسم واحد هو قرية العين واصفيه ولذلك كنا نعاني نحن ابناء قرية العين في رمضان من سماع صوت المؤذن وهو يعلن موعد الافطار فكان الحاج محمد الفرج رحمه الله هو الشخص الذي يتولى مهمة الاذان في القرية خلال شهر رمضان المبارك وكنا نتجمع قرب منزله وقت الغروب ننتظر سماع الآذان لانه لاتوجد مكبرات للصوت في حينها ونذهب مسرعين الى منازلنا ونحن فرحين بساعة الافطار المبارك….
كانت موائد الفطور في ذلك الوقت محدده بأنواع الغذاء الموجود فيها فتجد فيها نوع واحد في اغلب الاحيان ولكنه كان من الذ واطيب المأكولات لأننا كنا نعيش في زمن الحرمان…
وفي نهار كل يوم رمضاني ينظر بعضنا الى لسان الاخر ليرى ان كان صائما ام لا فمن كان لسانه يميل الى البياض فهذا كان صائم ومن كان العكس فيعتبر من الاشخاص المفطرين..
كان اطيب شيء في تلك الايام هو المحبة والالفة بين اهالي القرية حيث بقومون بدعوة بعضهم البعض على مائدة الافطار فيقوم صاحب الدعوة بنحر خروف من الغنم او جدي من الماعز ويقوم بدعوة رجال القرية كافة والذين لا يتجاوزون العشرين او الثلاثين شخص ويقدم لهم الاكل في المناسف والتي تسمى في زماننا هذا بالتشريب الابيض وبما اننا كنا من الصائمون رغم صغر اعمارنا فاننا نجلس مع الكبار ونشاركهم الوليمة لاننا تعودنا في الايام الاخرى غير الرمضانية ننتظر الوجبة الثانية حتى نأكل…
واذا كان صاحب الدعوة موظف حكومي في المسلك المدني او العسكري فانه يقوم بتقديم التمور قبل الاذان وربما بعض الحلويات الوحيدة التي عرفناها بذلك الزمان
(( الزلابيا البيضاء))
كان الماء البارد في الصيف قليل وشحيح حيث كانت هناك سيارة من احد القرى المجاورة يقوم ببيع مادة الثلج والذي يجلبه من المدينة الى القرية وكانت طريقة الشراء هي اشتراك شهري وكنا نذيب بعض قطع الثلج في الماء قبل الافطار ليصبح بدرجه برودة معينه نشربه اثناء الفطور..
لم نكن في حينها نصل في الاكل على وجبه الافطار الى التخمة لان الاكل كان محدود ولم نعرف الحلويات وانواع الشربت لأنها كانت بالنسبة لنا بعيدة المنال..

 

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب