18 ديسمبر، 2024 8:59 م

اتذكر نكتة او رواية… مضمونها… فد واحد متدين (حيل)… يعني مشغول بالصوم والصلاة… ومعتزل في مكان بعيد.. حتى يتفرغ للعبادة… فد يوم طلع من صومعته… ونظر إلى مساحة خضراء من الحشائش… وسأل نفسه… ليش (لماذا) رب العالمين ما خلق هنا في هذا المكان الاخضر… حمارا ياكل هذا الحشيش…
هو ببساطته يفهم ان الحشيش قد خلقه الله للحمار… فقط..
يعني… الحشيش اكل للحمار… ليس الا.
ومثل هذا النوع من التفكير موجود بكثرة…
مثلا… اغلبنا يفهم ان الصوم هو الامتناع عن الاكل…
او ان الصوم يختص بشهر رمضان….!!
“اذا كنت تفهم هكذا… بدل عقلك حبيبي”… هكذا كان يقول الشهيد السيد محمد الصدر (رض)…
كذلك انظر إلى ما كتبه عن الصوم… وهو صوم خاص… او معنى خاص للصوم… سماحته وصف الصوم على انه مجموعة من التروك والامتناعات الاختيارية… ثم قال…
“ولهذه التروك عدة مستويات قد تصل بنا مع عمق درجة الإيمان وصفاء القلب , إلى ترك التوكل على غير الله , وترك الخوف مما سواه , وترك ذكر غيره من الأسباب والمسببات”
انتهى كلام الشهيد محمد الصدر (والد السيد مقتدى) …
ويمكن ان افهم منه… ان الصوم التقليدي والبسيط يمكن ان يتطور إلى حالة نفسية من العلاقة الخاصة مع الخالق… فيكون احدنا صائما عن الماديات والمسببات تماما..
اي صائما عن كل شيء.. الا الله.
وللحديث بقية.