23 ديسمبر، 2024 10:40 ص

صولة الشور في عاشور

صولة الشور في عاشور

لكل وقت رجاله ولكل زمن وسائله أو كما قيل في الأثر لكل مقام مقال ولكل دهر أو زمان رجال، ولشهر محرم شعائره ورجاله ومع كثرة ما يُطرح ويُقدم إلا أنك تجد أن الذي يؤثر في النفوس هو الأقل، ولكي يكون ما يُطرح مصداقًا لإحياء أمر أهل البيت -عليهم السلام- فالواجب أن يكون مما يرتقي به المتلقي فكريًا وعاطفيًا ومما يُبعده عن طرق الإنحراف والجهل إلى طريق الوعي والصلاح، وعلى هذا فإن الإختيار يجب أن يكون دقيقًا في مخاطبة الناس لأن بعض ما يُطرح ليس له تأثير أو أن تأثيره وقتي أو أنه سوف يؤدي إلى آثار عكسية .
وإذا كان اهتمام الشعائر يتركز على فئات كبار السن في أغلب الأوقات فيما نجد أن خطابه للشباب والأشبال غير مؤثر أو أنه لم يفكر أصلًا باختيار الأسلوب الأمثل لمخاطبة هذه الفئات، والشاهد على هذا، الإنحراف الكبير في فئة الشباب وميلها للتميع أو عدم الإلتزام الديني والأخلاقي وصولًا إلى الإلحاد.
ولأن كربلاء هي ساحة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولأنها تُمثل المدرسة التربوية لمن ينتهل من دروسها، فلهذا تكون عاشوراء الوسيلة الأهم لمعالجة الإنحراف لدى الشباب والأخذ بيدهم إلى الطريق السليم.
وعلى مَن يسلك هذا المجال معرفة الأساليب الصحيحة والمؤثرة لمخاطبة الأشبال والشباب، وقد شاهدنا مدى التفاعل بين الأشبال والشباب في مختلف المناطق مع شعائر الإمام الحسين -عليه السلام- عندما تمتزج الكلمة الهادفة المربية مع الطور الشعري المحبب إلى نفوس الشباب وهو طور الشور الذي بدأ ينتشر على الساحة العراقية وسوف يتسيد باقي الأطوار شيئًا فشيئًا كونه يحمل التفاعل العاطفي الحقيقي مع الكلمات ذات المعاني والأهداف الحسينية وهو خير مثال لإحياء أمر أهل البيت -عليهم السلام_.
فكان الشور هو الوسيلة المثالية لإشعال تفاعل الأشبال والشباب مع قضية كربلاء ومع أهداف الثورة الحسينية ووسيلة لتربية الأبناء وإبعادهم عن الإنحراف الفكري والأخلاقي وسلوك طريق العلم والوعي والفكر والأخلاق.
ولهذا تجد تركيزًا من مرجعية الأستاذ الصرخي الحسني على هذا الأمر حيث يهتم كثيرًا بمرحلتي الطفولة والشباب لإعادة بناء الشخصية العراقية المسلمة بصورة سليمة.