في سلسلة مقالات ندية من وحي المجتمع:
انا اكتب ، اذن انا كلكامش( مقولة الكاتب) ()
الكتابة مكرمة الله تعالى، هو الواهب، وانا الشاكر!( مقولة الكاتب)
(للحواسم) صولة أخرى ، لم تندرج على سلم مسلماتنا ، وإنما تأتي عرضا على هامش الفقراء والجياع المتوجهين لابتلاع الحديد والصفيح ، تعويضا عن خبزهم المفقود، فهذه الصولة مثل عظم الهدهد الذي يقولون عنه ، انه يسير في الماء عكس التيار ، والعهدة على من يقولون!
ففي خضم اليوم الانتخابي ، تشهد يوما (حوسميا) ناصعا ومميزا ، وفريدا من نوعه ، اقتلع من الشوارع كل الصور واللافتات كما تقتلع العاصفة الشجر من جذوره!، وادخل الصمت الانتخابي في صمت انتخابي آخر ، فتقول في نفسك طوبى لهذا الحرص والنشاط ، ولكن اين هذا النشاط والحرص من هذه القمامة المنتشرة في كل مكان ، والتي تهدد أحياء بكاملها بالاكتساح لما تسببه من أمراض ، ولم لاتحدث صولة تنظيف مشابهة لهذه الصولة ، أم ان صولة اقتلاع صور الدعاية الانتخابية بعد انتهاء الانتخابات ، فيها أمر نفعي شخصي ، وهنا الطامة الكبرى : ان المصلحة العامة صارت أسيرة المصلحة الخاصة، فلا يمكنك أن ترى صولة حوسمة ، الغرض منها تنظيف الأحياء ، وترميم عطلات المنشآت العامة التي تتطلب تفاعل اكثر من يد0
لو تجرد نظام (الحوسمة) من عجالته هذه ، وانتزعت منه المصلحة الشخصية ، وحلت محلها المصلحة الوطنية ، لتحول الى برنامج تكافل اجتماعي ، وخدمة وطنية ، لكننا دوما وبسبب الفقر والجهل ، وعدم الثقة بالغد ، ترانا نشهد صولات (حوسمة) متكررة ، ومختلفة في حجمها تبعا للمواقف التي تحدثها ،ففي طياتنا (حواسم) مختلفة في أبعادها وتوجهاتها ، تميل دوما الى إشباع الذات المنهكة جوعا وشقاء ، فتتجاهل هذه (الحوسمة) موضوعية الوطن ، ومنفعة الآخرين0
ولرب سائل يسأل عن تعريف معنى الحوسمة ، فأقول : هي تعني في معناها الفلكلوري العراقي رديفا آخر هو ( الفرهود) ، يظهران في فترات تخلخل الضغط الاجتماعي وتداعياته، وفي ظل الفوضى التي تدفع العامة الى اقتناء مايرونه أنهم حرموا منه في موقف سابق ،وليست هي بفعل حضاري صائب!