23 ديسمبر، 2024 2:39 ص

صولاغ يفتح النار على عمار الحكيم

صولاغ يفتح النار على عمار الحكيم

الأسبوع الماضي شهد حدث كبير ومفاجئ للوسط السياسي, الا وهو انسحاب السيد عمار الحكيم من المجلس الأعلى, الذي أسسه عمه وأبوه, ويقوم بتشكيل كيان سياسي فتي, تحت عنوان تيار الحكمة الوطني, وتتابعت الإحداث بين رجال الفريق الواحد بالأمس, بعد تحولهم الى معسكرين, الحرس القديم ومهمة الحفاظ على المجلس الأعلى, خصوصا مع حجم الانسحابات الكبير باتجاه الكيان الجديد, وبين مساعي السيد عمار الحكيم أنجاح خطوته المفاجئة, والتي عدها الكثير من المراقبون مغامرة سياسية, قد تهدد كيان سياسي مؤثر في الساحة السياسية.
مع تقادم الايام ارتفع وتيرة التصريحات خصوصا من الحرس القديم, ” صولاغ والصغير” ضد رئيسهم بالأمس “عمار الحكيم” وعبر الإعلام, وهنا نركز على حديث القيادي في المجلس الأعلى باقر جبر صولاغ يوم الأحد لقناة السومرية, هنا سنحاول أن نوضح ما طرحه السيد صولاغ, لفهم ما يجري:

● الخروج كان لكمة خاطفة
اعتبر السيد باقر جبر صولاغ “أن خروج الحكيم بمثابة (لكمة خاطفة) أشعرتنا بالدوار”.
اغلب قيادات المجلس الأعلى أعلنت رفضها لخروج عمار الحكيم, حسب البيانات المعلنة من همام حمودي وصدر الدين القبنجي والكثيرون, وتعبير السيد جبر صولاغ عن الخروج بالكمة, لإدراكه حجم الخطر الذي يتعرض له كيان المجلس الأعلى ألان, والذي يعتمد جوهريا على اسم عائلة الحكيم, وألان أصبح من دون هذا الاسم, بالاضافة لحالة التمزق التي حصلت للتنظيمات المجلس الأعلى, ما بين الكيان الأصيل والكيان الجديد الذي أسسه عمار الحكيم, والذي دعا جماهير المجلس الأعلى للانضمام إليه, فالانقسام هو لكمة شديدة القسوة وقد تمثل خطر على الكيانين القديم والجديد.

● التفرد هو سبب الخلاف
ويركز صولاغ على نقطة جوهرية “حسب رأيه” للخلاف والخروج, الا وهي حالة التفرد باتخاذ القرار من قبل “عمار الحكيم”,ويحددها صولاغ زمنيا منذ 2013, بل هو يصف قرار الحكيم الأخير بالمفاجئة, وانه لم يعرف به الا من خلال التلفاز, مع أن الهيئة القيادية تجتمع, لكنه لم يطرح في الاجتماعات كخيار.
التفرد بالقرار يسبب الخلاف دوما, وصولاغ يعتبر التفرد هو الخلل الكبير الذي أصاب المجلس في الأربع سنوات الاخيرة, ويدلل عليه بأنه حتى القرار الأخير لعمار الحكيم كان منفردا, ومن دون تشاور مع الهيئة القيادية للمجلس الأعلى, مع انه يهمهم جميعا.
لكن التساؤل هنا لماذا سكت صولاغ كل هذه الفترة عن تهميش الآخرين “حسب رأي صولاغ”؟! فالسكوت عن الاعتراض على التفرد بالقرار, هو السبب الرئيسي لحصول الخلل, أي أن المشكلة احد أسبابها هو سكوت الآخرين, ويمكن تفسير سبب السكوت بأنه يدخل ضمن عملية التقديس, التي أصيب بها اغلب الأحزاب حيث تتحول ذات القائد الى كيان فاصل بين الحق والباطل, فان أردت الحق يجب أن تكون مع القائد, وإلا كنت من أهل الباطل.
بلد الديمقراطية يعيش حالة من الغرق في الخرافة وتسفيه الوعي, التي جعلت من نقد الساسة حرام بل من الكبائر.

● تشكيل فرسان الأمل احد علامات التفرد
يضيف صولاغ في حديثه للسومرية, بان تشكيل فرسان الأمل تشكل من دون استشارة القيادة في المجلس الأعلى, وعندما سئل الحكيم عن هذا التشكيل قال بان هذا التنظيم خاص به, وهو من يديره, الأمر الذي ترك اثر سلبي لدى القيادة!
السؤال المهم هنا هل يمكن لأي قيادي داخل المجلس الأعلى تشكيل كيان, من دون الرجوع للآخرين؟ هل يحق لصولاغ تشكيل كيان خاص به هو يديره, أم هو من مختصات القائد فقط, لكن يبدو أن موضوع فرسان الأمل كان احد أسباب الخلاف بين صولاغ والحكيم, وهو سكت الى أن خرج الحكيم من المجلس الأعلى, ليتكلم عن قضية قديمة بعمر سبع سنوات, ولو لم يخرج الحكيم لبقي صولاغ صامتا, ويبدو أن صولاغ يحتمل الكثير ضد الحكيم, وألان نطق وفتح النار على الكيان الجديد.

● السيد الخامنئي يتجاهل الحكيم
ركز السيد صولاغ في حديثه على قضية حساسة وغريبة, وهي تجاهل مرشد إيران السيد الخامنئي للسيد عمار الحكيم, بأكثر من صورة, من رفض طلبه باللقاء! أو عدم الرد على رسائله, حيث قال صولاغ: (( وفوجئت مع أعضاء القيادة بأن هناك رسالة من عمار الحكيم إلى مرشد إيران علي خامنئي, مضمونها كان يريد جوابا”، موضحا أن “الجواب جاء في يوم انعقاد الهيئة العامة للمجلس الأعلى، وقُرأ أمام الحاضرين”. ومضى القيادي في المجلس الأعلى قائلا: “لم نعلم ماذا أرسل الحكيم وماذا كتب، وجاء الجواب وكان هناك من يترجم كوني لا أعرف الفارسية”، موضحا أن الجواب كان نصه “خروجك من المجلس الأعلى ليس فيه مصلحة وليس صحيحا))!
أولا يشير بصورة واضحة لرفض السيد الخامنئي لخطوة السيد عمار الحكيم بالخروج عن المجلس الأعلى, وهو كلام خطير لما يمثله السيد الخامنئي من مرجعية كبيرة, قد تعكر خطوات الكيان الجديد, الذي ولد من دون مباركة مرجعية إيران الكبرى.
ثانيا لم نجد أي إشارات أو بيانات من مكتب السيد السيستاني تبارك الخطوة التي قام بها الحكيم, بل هنالك كلام عن أن خطوة الخروج لم تكن بنصيحة من السيستاني, ولم يستأنس برأي المرجع, بل هي جهد خاص للسيد عمار الحكيم, مما يعني أن الولادة عسيرة وقد تحبط لاحقا.
نشير هنا الى محاولة صولاغ عبر هذا الحديث للتقليل من شان السيد الحكيم, ومن خلال سرده لهذه الأمور, وهي تصب في مصب واحد وهي التقليل من شان الحكيم ومن كيانه الجديد, باعتبار الحكيم قد أصبح لصولاغ منافس وليس قائد,
لكن لماذا سكتت أقلام تيار الحكمة للرد على ما طرحه صولاغ, هل هي حقيقة ولا يوجد ما يردوه به, أم أن الموضوع كبير وهو خارج قدرتهم على الرد.
لكن تصريحات صولاغ أثارت حزنا في نفوسنا, وهو عدم وجود قرار عراقي بل أن للجهات الخارجية شراكة وتأثير في أي قرار, لاعتبارات عديدة ,وكان يمارس نوع من السكوت إعلاميا عن هذه الأمور, لكن صولاغ أفرج عن هذه الأسرار, ويمكن اعتباره خطيئة بحق صولاغ, لأنه خطئ نفسه أيضا, لأنه كان جزء من المنظومة وليس خارج عنها.

● ما رأي السيد السيستاني من “الحكمة”؟
وسئل صولاغ عن رأي السيد السيستاني بخروج عمار الحكيم من المجلس الأعلى, وتشكيل تيار الحكمة الوطني, جاذبا معه المقربين منه, وجزء من تنظيمات المجلس الأعلى نحو كيان الحكمة, فقال صولاغ : (( المرجع الأعلى الإمام علي السيستاني غلق أبوابه على جميع السياسيين، ولم ترسل أية رسالة ولم يحاولوا))!
أي أن صولاغ يقول أن خروج الحكيم لم يكن باستشارة للسيد السيستاني, وان أنشاء تيار الحكمة لم يكن بنصيحة من السيد السيستاني ولم تتم استشارته, أي أن الأمر لا يعدو من كونه مغامرة سياسية, كما طرحها صولاغ كفكرة حاول إيصالها خلال الحوار.
ثم من جانب أخر يشدد صولاغ على أن المجلس الأعلى, سيبقى ملتزم بخط مرجعية السيد السيستاني.
هنا الكلام الذي نطق به صولاغ شديد الخطورة ويهدد “الحكمة”, لأنه يفصح عن ابتعاد غريب عن مرجعية النجف ومرجعية إيران, فهل الأمر كذلك؟ أم هي مجرد حرب إعلامية لكسب الأنصار, خصوصا أن القاعدة الجماهيرية تعيش وقت عصيب, بين أن تبقى ملتزمة بإرث شهيد المحراب ومساندة المجلس الأعلى في محنته, أو السير خلف السيد عمار الحكيم والارتباط بالكيان الجديد “الحكمة”؟

● المطلوب ألان
نحن سمعنا طرف ونحتاج أن نسمع الطرف الأخر “تيار الحكمة”, لان ما طرحه صولاغ “وهو يمثل رؤية المجلس الأعلى”, وهو طرح خطير ويهدد الوليد الجديد “الحكمة”, لذا ننتظر الإجابات عن ما طرحه السيد صولاغ, في حديثه مع قناة السومرية.