23 ديسمبر، 2024 10:49 ص

صولاغ .. من طمع الذهب الى طمع المنصب !

صولاغ .. من طمع الذهب الى طمع المنصب !

يتواصل طمع و لا أقول جشع باقر صولاغ خسروي أو المهندس بيان جبر كما كان يتسمى في سنوات المعارضة العراقية السابقة ، فهذا الصولاغ ، شغل أربعة حقائب وزارية : وزارة الأعمار و الإسكان بعدما أخذ حصة التركمان ، وزارة الداخلية ، وزارة المالية ، وزارة النقل و المواصلات ، بل و كان مستشار أياد علاوي عندما كان رئيسا” للحكومة ، لشؤون الأعمار ، علما” إنه لا يملك الخبرة و الممارسة كمهندس معماري ، تتيحان له أن يكون مستشارا” في الإعمار ، و بالتالي فإن من أدهى المصائب التي سادت في حكم مستوطني المنطقة الخضراء ، أن يشغل الرجل غير المناسب ، في المكان غير المناسب ، كما هو حال صولاغ .. فبربكم ماهي خبرته و مؤهلاته ، حتى يكون وزيرا” للمال و الداخلية و النقل ، و حتى في وزارة الإعمار إن كان مهندسا” معماريا” ، أين هي خبرنه الميدانية في ذلك ؟ ! 0

فكل مؤهلاته التي أعرفها جيدا” و شخصيا” ، تتمثل في كونه عنصرا” في الحرس الثوري الإيراني ، ضمن تشكيلات فيلق بدر ، خلال سنوات الحرب العراقية الإيرانية ، الى جانب نوري المالكي و هادي العامري و و جمال جعفر ( أبو مهدي المهندس ) , و علي العلاق و قاسم الأعرجي .. و القائمة تطول ، وحتى عندما كان ممثلا” لحزب الحكيم ( المجلس الأعلى للثورة الإسلامية ) في دمشق وقتذاك ، كانت نشاطاته تنحصر في إنشاء مصانع الذهب في بيروت و دمشق ، و كذلك إرسال ( المجاهدين ) الى العراق ، لشراء العقارات ، مستغلا” في ذلك هبوط الدينار العراقي و إرتفاع الدولار الأميركي ، و كان على صعيد العمل السياسي كما عهدته ، ضحلا” في الثقافة السياسية ، بل و أردأ معارض لمسته في هذا الجانب ، عندما كنت مقيما” في دمشق طيلة ربع قرن من الزمن ! 0

و بقطع النظر عن أيامه السود ، عندما كان وزيرا” للداخلية ، و التي لُقب من خلالها ( صولاغ الدريل ) ، لكون عناصر وزارته ، إستخدموا الدريلات في تعذيب المعتقلين ، و لا سيما في معتقل أو ملجأ الجادرية الذي إكتشفته القوات الأميركية ، فإن باقر صولاغ أكثر بشاعة و جشعا” بين أقرانه من حزب الحكيم ، قبل أن يقوم الأخير بطرده من صفوفه قبل فترة قصيرة ، حتى إنه بز أقرانه قاطبة من مستوطني المنطقة الخضراء ، إذ لم نر أو نسمع في التأريخ السياسي الحديث ، إن وزيرا” يستعين بأفراد عصابة للخطف و القتل ، ليكونوا أفرادا” في مفرزة حمايته و حراسته ، كما فعل صولاغ ، و الأنكى من كل ذلك ، إن متزعمي هذه العصابة ، عمار و كميل ، هما ضابطان على ملاك وزارة الداخلية ، و هما في نفس الوقت ولدا شقيق صولاغ ! 0

علما” أنه بتاريخ 29-8-2011 القت السلطات الايطالية القبض على محمد ابن صولاغ ، وبحوزته آثار عراقية نادرة و مهربة من بغداد ، كان يحاول بيعها الى بعض تجار الآثار الايطاليين ، يذكر ان المافيا هي من تدير تجارة الآثار في ايطاليا ، و هذه دلالة واضحة على تعامل صولاغ مع المافيات العالمية 0

باقر صولاغ .. إخطبوط كبير و كبير في عمليات غسيل الأموال ، و هي الأموال التي راح يستثمرها في شتى القطاعات بما فيها السياحية ، فقبل عامين أكمل تشييد فندق خمس نجوم في السليمانية من مال ( الحلال الزلال ) ، و قبل هذا الفندق ، و عن طريق إبنه ( زيد ) ، قام بشراء بناية من تسع طوابق في جزيرة النخيل بمبلغ 230 مليون درهم إماراتي ، حيث أكدت وثيقة صادرة من دائرة الأراضي والأملاك في دبي بتاريخ 20 كانون الثاني 2011، قيام زيد باقر جبر صولاغ بشراء بناية في جزيرة النخلة / أوشيانا ، رقم القطعة (456) ، رقم المبنى 3 ( الحمري ) ، وهو مبني على مساحة 205 الف قدم مربع 0

وتشير الوثيقة إلى أن الشراء تم بموجب العقد المرقم 13207 بمبلغ 230 مليون درهم إماراتي 0

مما تقدم ، أردت أن أستعين بغيض من فيض ، تعاملات و مشاريع باقر صولاغ خسروي ، أو كما يحلو تسمية نفسه في الحاضر ( باقر جبر صولاغ الزبيدي ) ، لكوني تابعت له مؤخرا” ، حديثا” من على شاشة تلفزيون الفرات ، التابع للمجلس الإسلامي الأعلى ، و الذي طُرد منه كما أسلفت ، حيث راح صولاغ من المنبر المذكور ، يُروج لنفسه إمكانية تسلمه منصب رئبس الوزراء ، خلفا” لحيدر العبادي ، و مع إني لا أعول خيرا” على هذا و ذاك ، لكونهما من طينة فاسدة واحدة ، بيد إني لاحظت التملق النفاقي ، الذي راح صولاغ يبديه حيال نوري المالكي ، عندما راح يتظاهر بأنه يحظى بقبول أقطاب التحالف الشيعي بما في ذلك المالكي ، علما” إن الأخير ليس بهذا الغباء ، حتى يدعم أو يسمح أو حتى يتغاضى لصولاغ عن هذا المنصب ، الذي مايزال مهموما” في كيفية إستعادته للمرة الثالثة ، هذا أولا” 0

ثانيا” ، إن صولاغ حتى عندما كان في المجلس الإسلامي ، لم يكن في مقدمة مرشحيه لهذا المنصب ، على إفتراض تخلي حزب الدعوة عنه ، إنطلاقا” من أن عادل عبدالمهدي أو عادل زوية سيان ، هو من كان يقف في مقدمة المرشحين لذلك ، و بالتالي لا أعرف الغرض و المبرر ، في ظهور صولاغ من على شاشة تلفزيون الحزب المطرود منه أصلا” ، و الترويج لنفسه بشأن المنصب التنفيذي الأول ؟ !

و ثالثا” ، إن من سخريات القدر و الإستحمار ، أن نظل عرضة لحكام ، يهينونا بفسادهم و أُميتهم الطاغية و تزويرهم الباهت و الذي لا يحتاج الى عناء في كشفه ، حتى وصل إجرامهم المنحط الى درك النذالة و السفالة و الوحشية ، تتابعا” أو تبادلا” للأدوار و المنافع و حصص الفساد و الإفساد و التفاحش 0

و أخيرا” و ليس آخرا” ، قال لي صاحب في قبح صولاغ و شحه : لم أجد شخصا” طوال حياتي أبخل منه .. و أنا أقول ، لو أن البخل تنافس مع صولاغ ، لكان الأخير قد سبقه بأميال و أميال ، الى الحد الذي يجعلني أستعين بقول الأخطل لجرير :

ما زال فينا رباط الخيل معلمة و في كليب رباط اللؤم و العار

قوم إذا استنبح الأضياف كلبهم قالوا لأمهم : بولي على النار