18 ديسمبر، 2024 10:16 م

صولاغ .. الاستثناء الذي يثبت القاعدة!!

صولاغ .. الاستثناء الذي يثبت القاعدة!!

عندما يكون الفشل في العراق هو القاعدة العامة, فلا بد من وجود استثناء يثبت تلك الحالة  في ضل موج متلاطم من الفشل, نجد ان الاعلام يسلط الضوء, على من يصور العراق, وفق منطق الهور مرك والزور خواشيك, ليعيش الشعب في حالة من التيهان, باحلام البقضة ينسى بها واقع معاش, اقل ما يمكن وصفه هو العشوائية بكل شيء.
ولما تكون النظرية لنجاح شخص؛ هو ما يمكن ان يقوله على الاعلام, فبالتأكيد سيكون رجال الدولة هم اكثرهم ضهورا اعلامياً, واكثرهم قدرة على شد المشاهدين لكلامه.
(اتعجب على الاعلاميين المفوهين لماذا لا يجربون خظوظهم في العمل السياسي)!
ومن سلسلة الاعلام العراقي والمتحدثين المفوهين سياسيا, هناك اسماء كثيرة ولكن هناك شخص واحد استطاع ان يتكلم فيقنع البسيط الحالم؛ ويقنع الذكي المتحاذق.
باقر جبر الزبيدي؛ او كما يحب ان يسميه من اكتووا بنار قبضته الحديدية على الداخلية (صولاغ), هو نموذج يختلف كثيرا عن القاعدة العامة للفشل الفعلي في الادارة.
باقر جبر استطاع ان يكون متحدثا مفوها اعلاميا؛ والبرامج التي تستضيفه عادة ما تكون هي برنامج السهرة, لما يستطيع من خلاله ان يشد المتابعين, لسلاسة كلامه ودقة حديثه ولكنه اكثر بكثير من مجرد متحدث جيد.
نجح باقر جبر في ادارة وزارة الداخلية, ولا نزال نذكر كيف ان (دواعش ذيج الايام), يصرخون انقذونا منه بعد ان احكم قبضته عليهم.
وبما ان السياسة بالعراق تعني ان المواقع يتم تقاذفها كاحجار النرد, وجدنا ان باقر جبر, اصبح في ولاية نوري المالكي الاولى, وزيرا للمالية ؛ولنرى لاول مرة ان الدينار العراقي مستقرا بمكانه دون هبوط في اسعاره.
وبعد توزيره وانتهاء المدة الوزارية الاولى للمالكي, تحول صولاغ الى زعيم كتلة المواطن البرلمانية؛ لنشهد اول كتلة برلمانية معارضة وفق نظم ديمقراطية حقيقية. كتلة استطاعت ان تفند اراء الحكومة من دون هدم, بل كانت كتلة ناصحة, وتكشف العيوب لاصلاحها, لا للتشهير بها.!
وبعد ان انتهت المرحلة المظلمة. بالولاية الثانية للمالكي, تسلم باقر الزبيدي وزارة النقل, لنشهد كل يوم عن اعلان عن مشاريع وافكار خلاقة في كل مكان.
القاعدة تقول ان لا قاعدة صحيحة, الا ان كان لها استثناء, وباقر جبر اثبت ان النظام العراقي السياسي مليء بالفاشلين لانه كان الاستثناء لهذه القاعدة