ابادة جماعية.. قتل العام.. مدينة أشباح، مفردات ومصطلحات اطلقها الاعلاميون الذين تواجدوا يوم 23 كانون الثاني في طوزخورماتو لتغطية الانفجار الارهابي الذي استهدف مجلس عزاء أقيم في حسينية سيد الشهداء في حي ملاصفر بقضاء طوزخورماتو.
المشهد الذي عشناه ذلك اليوم لم نكن لنصدقه ان لم نره بام اعيننا، المشهد كان اشبه بيوم الجحيم حيث ترى الناس سكارى وماهم بسكارى، الجميع مصدومين، يقف من كان خارج الحسينية حائرا لايتكلم، سيارات الاسعاف المتواجدة في المدينة لم تكفي لنقل المصابين الى المستشفيات، تم الاستنجاد بالسيارات الخاصة بالمواطنين قبل استقدام سيارات الاسعاف من قضاء طاووغ وكركوك، ملئت صالات مستشفى طوز العام واستوجب نقل الكثير الى كركوك، مستشفى كركوك الجمهوري اعلن عدم قدرته على استيعاب المزيد فتحول اتجاه المصابين الى مستشفى ازادي في كركوك.
الصورة في المستشفى كانت ماساوية للغاية، وكأن زلزالا ضرب طوزخورماتو، الجميع متواجدين وكأن من كل بيت شهيد، الدماء الطاهرة تغطي كل مكان، وصيحات الرجال والنساء تداخلت بعبارات لم تخلو من الدعاء الى الله والتنديد وطلب الثائر.
في موقع الانفجار مباشرة استشهد 14 من الحاضرين في الفاتحة، وزاد العدد بعد يومين ليصل الى 24 شهيدا، واكثر من 140 جريحا حسب احصائيات مستشفيات طوزخورماتو، والجمهورية في كركوك فضلا عن مستشفى ازادي.
مثلما الحال في بقية مدن العراق فان قوات الجيش والشرطة المحلية والاتحادية متواجدة في المدينة، لكن الفرق بين طوزخورماتو وبقية مدن العراق يكمن في وجود اكثر من حكومة تابعة لجهات حكومية تحكم المدينة، فضلا عن حكومة الارهاب، فقوات كردية متمثلة بالبيشمركة والاسايش لديها حكومة خاصة بها مسموح لها بالتجوال في كل ركن وبقعة ولها حرية التصرف داخل المدينة، وتحفر الان خنادق فوق جبل مرسى علي، ولا احد يعرف الهدف من وراء ذلك.
الشرطة الاتحادية حكومة خاصة أخرى ولكن بصلاحيات أقل حيث لايحق لها عبور الشارع العام الذي يربط كركوك بغداد والمعروف ب(ينكي جادة) الى داخل النصف الاخر(الشرقي) من المدينة، لاندري من أين جاءت هذه الأوامر وبالإتفاق مع من؟!
الشرطة المحلية هي الاخرى حكومة مستقلة تتخذ من مركز شرطة القضاء مقرا لها، وحسب المطلعين، فإن مدير الشرطة هناك يعرف جملة واحدة فقط حين يصل إبلاغ ما بوجود عبوة ناسفة او حالة اغتيال فجواب المدير هو: “عدم تعلق الامر بنا”، فهناك امر اخر يهمه اكثر من اخرى مثل الحمائم التي يقوم بتربيتها في المركز فضلا عن حفلات السمر ومجالس الشرب، فضلا عن قوة اخرى تتواجد خارج المدينة متمثلة بالجيش بصلاحيات محدودة جدا.
الارهاب هو الأخر لديه حكومة خاصة تتخذ من حي الطين والعسكري مقرا لها ، هناك الكثير من الكلام عن وجود تنسيق لها مع بعض الجهات المحسوبة على الحكومة في تنفيذ الاعمال الاجرامية.
رغم وجود هذا الكم الهائل من القوة المختلفة الاصناف من المفترض ان تحمي التركمان، الا ان المدينة تفتقد الى قوة تركمانية للدفاع عن نفسها.
– يتبع-