الصورة الاولى – المرجعيات الدينية والحراك الشعبي والفضائيات تدعو الناخبين الى تحديث سجلاتهم ومن ثم المشاركة بالانتخابات لتغيير الواقع وابعاد الفاسدين عن السلطة. وما نشر فضائح النواب والتنفيذيين من خلال كشف الصفقات الفاسدة والسرقات للمال العام الا تقديم الدليل على شلة الفساد التي تتحكم بمقدرات هذا البلد وعلى الناخبين عدم الوقوع بنفس الخطأ وانتخابهم مرة اخرى. لقد وصلت الرسالة للمواطن البسيط من خلال الواقع الذي يعيشه ومن خلال حملات التوعية التي ذكرت. ولكن هناك مشكلة واحدة في هذه الصورة وهي شيوخ العشائر، فهؤلاء لازالت كلمتهم مسموعة لدى ابناء عشائرهم وهم يمثلون نسبة كبيرة من الناخبين وبعضهم- وليس جميعهم- للأسف لا زالت المبادئ القبلية لديهم مثل مبدأ انصر أخاك ظالماً او مظلوماً، “شيّم العربي واخذ عباته”، النخوة لمن يستنجد بهم حتى لو كان مجرماً، تتغلب على مباديء الحق والعدالة والعقاب والثواب والشخص المناسب في المكان المناسب وغيرها من مبادئ الدولة المدنية الحديثة والديمقراطية في الحكم. فلو ذهب اليهم سياسي كبير معروف بالفشل والفساد وطلب منهم التصويت له لكونه من عشيرتهم او انه يبرر فشله لهم بمحاربة شركائه والمؤامات التي حيكت ضده او يعدهم بالاصلاح والتغيير في المرة القادمة في حال فوزه فانهم سيعدوه بذلك ويوفون الوعد وبالتالي يجرون وراءهم آلاف الناخبين لاختيار نفس ذلك الفاسد من جديد.
لتجميل الصورة: علينا تحذير شيوخ العشائر من منزلق الوعود التي يقدمونها للسياسيين وتوعيتهم لدورهم الخطير في جر الناس الى تكرار المآسي والظلم والتراجع الحضاري في حال انخداعهم بما سيعرضه عليهم المسؤولون في مؤتمرات الحملات الانتخابية.
الصورة الثانية – نسمع الان عن صفقات من نوع جديد وهي اتفاقات الكتل السياسية مع المقاولين والتجار لتمويل الحملات السياسية او الدخول في كتل جديدة للترشيح للبرلمان ثم دمج هذه الكتل معاً لتشكيل تحالفات مابعد الانتخابات فقط للفوز بأي مقعد نيابي آوحقيبة وزارية والسبب معروف وهو ايجاد منفذ للسلطة وسرقة المال العام من جديد. فوزارة واحدة تكفي خاصة الخدمية وذوات العقود تكفي ان تعين جميع اقارب واتباع هذه الكتلة والاستيلاء على ميزانية تلك الوزارة من خلال توزيع عقود الفرهود على مقاوليها وممولبها وبالتالي استفادة جميع اطراف اللعبة.
لتجميل الصورة: هذه الصورة هي الابشع وتحتاج المزيد من الكشف الاعلامي عمن يعمل بها وفضح مصادر تمويلها للرأي العام.
الصورة الثالثة- تفتيت كتل وتحالفات كبيرة واعادة تشكيل اجزاء منها مع كتل صغيرة اخرى كانت ضمن تحالفات اخرى للنزول بقائمة جديدة تجمع أكبر عدد من الاصوات.
لتجميل الصورة: على هذه الكتل ان تكون صادقة مع المواطن وتقدم برنامج عمل مقنع لتغيير واقع الحال وليس شعارات ووعود فارغة مع تغيير في نوعية مرشحيها.
الصورة الرابعة – كتل ليبرالية جديدة واسماء جديدة مثقفة وكفاءات علمية وشخصيات وطنية تريد ان توقد شمعة في ظلام الليل الذي يسود العراق لتكون بذرة لواقع سياسي جديد يتسم بالشفافية والعدالة وبناء الدولة المدنية والعمل على اعادة المواطنة واللحمة الوطنية. مشكلة هذه الكتل انه ينقصها الدعم المادي للحملة الانتخابية فقد وضعت مفوضية الانتخابات عائقاً كبيرا امام هذه الكتل ولا ادري ان كانت مدفوعة من قبل الحيتان الكبيرة لابعاد الايادي النظيفة والوجوه النزيهة من ساحة الانتخابات النيابية، كذلك يفتقدون للشعبية الجماهيرية لكونهم لم يعرفوا من قبل ولم بر المواطن انجازاتهم فمن الصعوبة ان يكسبوا الان ثقة المواطن ليصوت لهم.
لتجميل الصورة: تشجيع ودعم وسائل الاعلام لهم من خلال الدعاية الانتخابية المجانية ونشر السيرة الذاتية لكل منهم لتعريف المواطنين بالكفاءات والخبرات التي يمتلكونها وماهي خططهم للتغيير.
الصورة الخامسة – كتلة واحدة دخلت العمل السياسي من خلال قائد ديني ذو اصل عريق وعائلة مشهود لها بالتاريخ النضالي ضد الظلم والطغيان. هذه الكتلة احتوت الشريف والفاسد معاً للدورتين السابقتين وخرج منها وزراء فاشلون لم يقدموا شيئاً لتطوير عمل وزاراتهم. ورغم كونها كتلة ذات طابع مذهبي وعقائدي معين لكنها الكتلة الوحيدة التي تحاول تصحيح مسارها السياسي ومنهج عملها من خلال تطبيق آليات ديمقراطية راقية جداً في اختيار مرشحيها وتحديد مواصفات المرشح بحيث تحصن القائمة من عودة الفاسدين اليها او تسلل فاسدين جدد البها.
لتجميل الصورة: نتمنى ان تحذو جميع الكتل حذوها في طريقة اختيار مرشحيها عن طريق الانتخابات التمهيدية ووضع شروط اخلاقية ومهنية لمن يريد خوض معركة الانتخابات.
الصورة السادسة – كتل طائفية بامتياز وفاشلة بامتياز لا تملك سوى اللعب على وتر المظلومية والتهميش للطائفة والمذهب. كتل ليس لديها برنامج عمل واضح ولم تقدم شيء في السابق لناخبيها وليس فيها كفاءات وليس لديها شيء جديد تعد الناخبين به سوى انها الاحق بتمثيلهم.
لتجميل الصورة: لا شيء سوى الدعوة الى الابتعاد عن انتخاب مثل هذه القوائم كلاً او جزءاً لدرء الفتنة الطائفية واسقاط المشروع الطائفي لتقسيم العراق.
وللحديث بقيــة.
[email protected]