من الواضح والمرجّح أنّ الأزمة القطرية سوف تتضمن فصول او حلقات او مشاهد متسلسلة الى حدٍّ ما . في الغد سوف يلتقي الرئيس الفرنسي ” ايمانويل مكرون ” بأمير قطر وبولي عهد ابو ظبي كُلاًّ على انفراد , لكنه من شبه المؤكد أنهما سيلتقيان مع بعضهما سرّاً , وقد تتضح بعض الأيضاحات بعد اللقاءات , ونلاحظ هنا اختيار فرنسا لمكان اللقاء لتشتيت الأنظار عن الدور الامريكي الغامض في هذه الأزمة , خصوصاً أنّ الأمير القطري رفض دعوةً للقاء الرئيس ترامب بذريعة أنّ بلده محاصر .!
وفي استقراءٍ لخارطة الأحداث الجارية , فلا بدّ من دخول او إدخال عناصر او لاعبين آخرين على الخط .! وليس بمستبعد من تحرّك سلطنة عمان وانضمامها الى قطر بشكلٍ معلن , لا سيما أنّ دولة قطر والسلطنة تشكلان النقطة الواهنة في مجلس التعاون الخليجي , وهما اصلاً يعملان لهزّ اركان هذا المجلس لكنهما لا يخرجان منه .!
المشهد الآخر الذي حدث اليوم الأربعاء هو وصول سفينتين حربيتين امريكية الى الدوحة للمشاركة في < تدريبات مشتركة ! > مع البحرية القطرية , وهي اشارة واضحة وتخلو حتى من ورقة التوت بمساندة امريكية الى قطر وبالضد من السعودية والبحرين والأمارات , ويبدو أنّ اللعب يكاد أن يصير على المكشوف .
المشهد الذي قد يليه هو دخول بريطانيا على الخط او بموقفٍ جديد وفق متطلبات اللعبة , حالما تنتهي ” تيريزا ماي ” من تشكيل حكومتها الجديدة والوضع المرتبك الذي تعيشه بريطانيا .
ويبدو أنّ الأمير تميم قررّ الحركة وقد يلتقي برؤساء دول أخرى تاركاً الإمارة تحت ما يسميه بالحصار .!
وتحت هذه المتغيرات فلا بدّ أنّ الرياض والمنامة وابو ظبي قد ادركوا بالكامل هشاشة الموقف الأمريكي والدولي تجاه قطر , ولعلهم سيبدأون بتخفيف وتلطيف اجراءات المقاطعة , في وصولٍ لتصوراتٍ وقناعات بأنّ الموقف الدولي يفرض فرضاً تذويب وانصهار هذه الأزمة , وأنّ كلّ التصريحات الغربية التي تؤكد على ضلوع قطر في دعم الأرهاب ليست سوى فقاعات اعلامية .
وهذه اقرب الصور الملتقطة لتفاعلات ومداخلات هذه الأزمة التي جرى تأزيمها