23 ديسمبر، 2024 3:17 م

صور جامعية

صور جامعية

في سبعينيات القرن الماضي حيث كنا طلابا في الجامعة كنا نتنافس على نيل الدرجات العالية تنافسا شريفا و عقلانيا و موضوعيا فكانت الغلبة للطالبات حتى ان احد الاساتذة الانكليز ضحك يوم بُعثنا الى انكلترا ممثلين لجامعة بغداد طلبة اوائل على كليتين هما الاداب و التربية اذ بلغ مجموع الطالبات في الوفد سبع عشرة طالبة و ثلاثة طلاب فقط. كان الاقبال على الدراسة رائعا و كان المركز الثقافي البريطاني في الوزيرية خير رافد لنا بالكتب الانكليزية و كنا نفتخر بحملها و خصوصا الكتب الضخمة. اما اليوم فيمزق الطالب الكتاب الضخم و يجعل منه ملازم صغيرة. كنا نعد اللوحة قبل دخول الاستاذ كي يستخدمها للايضاح رغم رداءة اللوحات و(الطباشير) المؤذي للاساتذة و لنا. و نشاهد الافلام الاجنبية لا لاضاعة الوقت بل للحصول على بعض الجمل و المصطلحات و الكلمات كي نستخدمها في كتاباتنا و احاديثنا. كان الحضور الى قاعات الدرس رائعا حيث نجد المتعة في الدرس و لقاء زملاءنا و العباقرة من اساتذتنا، و لقلة القاعات و كثرة الطلبة صادف ان تكون لدينا ساعتان في مادة علم النفس فقط يوم الاحد و التي يدرسها العبقري الفذ الاستاذ الدكتور ابراهيم يوسف المنصور فلم يضجر احد منا و يتململ لحضوره ساعتين لمادة واحدة بل كنا نبكر بالحضور للجلوس في الصف الاول من القاعة و لم يتغيب احد من الطلبة لكونه من ابناء المحافظات و كنا نداوم ستة ايام في الاسبوع. لم يجرؤ احد على الاساءة الى اي من الاساتذة، بل كنا ننظر اليهم اباءا و رموزا وطنية علمية لا يجوز التعرض لها فكان الاستاذ مهابا عالي الشان مقدرا مكرما معززا. و كانت الدولة قد اطلقت عليهم لقب اصحاب الكفاءات و الذين كرموا بمنحهم اراضي سكنية و مركبات (مرسيدس) اما الاسواق المركزية فكانت مفتوحة لهم. ندر غش الطلبة في وقتنا فخلال الاربع سنوات التي قضيتها في كليتي لم يغش طالب في صفنا و لم يحدث سوء فهم بين طالب و استاذ.
          اما اليوم و لغياب القانون و لغياب الضمير و الوازع الديني و لرحيل الاعراف و التقاليد الاصيلة و بسبب (القوانين) الاستثنائية (غير القانونية) كالدور الثالث بل و حتى الدور الرابع كما حدث في 2012 و نجاح بعض الطلبة من دون علم استاذ المادة كما حدث في 2015 في كلية التربية / ابن رشد. و ما يسمى ظروف البلد العصيبة، لم تعد ترى في بعض الكليات و خصوصا الانسانية الا صورا ضبابية مشوهة لا تليق بالجامعة و بالطالب الجامعي و الاستاذ الجامعي و على سبيل المثال لا الحصر اقدم صورا منها:حين غش احد الطلبة و مسكته بالجرم المشهود استاذة لم يعتذر الطالب لها بل خاطبها (طلقة صغيرة كافية عليج!) و يومها نشرت مقالا في صحيفة البيان الغراء علقت فيه على هذه الظاهرة الدخيلة. و في امتحانات الدور الثاني 2010 مسكت طالبا يغش و اذا به يرتعد و يصيح (ترى هذي ماصايرة)! هناك من غش في الدور الاول و لم يفصل و عاد ليمتحن في الدور الثاني و كرر فعلته في الدور الثاني و لم يفصل!
يرسب طالب بجميع الدروس الا واحدا و يصدر كتاب بفصله لسوء تصرفاته ثم نراه يمتحن في الدور الثاني و كانه لم يفصل و لم يرسب في الدور الاول!و صدق المثل القائل (من امن العقاب اساء الادب).
و الامَر من ذلك ان طالبا لم يمارس التطبيق و كُتب على اسمه لم يطبق ثم نجح في الدور الثاني فهل طبق هذا الطالب في العطلة الصيفية و في اي مدرسة و هل فتحت المدرسة و حضر الطلاب في العطلة لاجل هذا المطبق الفاضل؟!!و لِم غير استاذ المادة درجته؟حضر بعض الطلاب الى قاعات الدرس يوم الاحد 10/1/2010 و من المفترض ان يكون الدوام قد بدء في 1/10/2009 فاي طلبة هؤلاء و اي قانون سمح لهم بالدوام علما ان اغلبهم سجل في هذا اليوم اي 10/1/2010 ثم اختفى ليظهر في الامتحانات النهائية! اما الصورة الاكثر مرارة و ايلاما ان بعض الطلبة لم يحضر ثانية واحدة و لم يكتب كلمة واحدة و لم يحصل على معدل السعي السنوي لينهي دراسته مكللا بالنجاح فكيف حدث هذا؟ فاذا لم نطبق كلمات الباري عز و جل (و لكم في القصاص حياة يا اولي الالباب) فعلى الجامعة السلام و هناك صور اكثر مرارة اذ تعبر هذه الصور عن عدم تقدير الاستاذ اذ يدخل الاستاذ قاعة الدرس فلا يجد منصة او منضدة او كرسيا مما يضطره للوقوف زمن المحاضرة كله ، هذه صور كليتي في السبعينيات و هذه صورتها اليوم فهل ستجيبون بكلمة (مشي)! [email protected]