في سبعينيات القرن الماضي و في انكلترا دخلت مطعم الكلية و لم اكن يومها ملما بانواع اللحوم فاعجبتني قطع اللحم الكبيرة الحمراء ضانا انها قطع من افخاذ بقرية ، طلبت احدى هذه القطع من المراة المسؤولة عن تقديم الطعام فرفضت اعطائي و قالت لي بادب و هدوء و كياسة لا يجوز ذلك لان هذا اللحم هو لحم خنزير و انت مسلم يا ولدي!!! يا للطهر و الاخلاص و الوفاء و الصدق الذي يتصف به الشعب الانكليزي وصدق محمد عبده يوم قال (شاهدت اسلاما و لم اشاهد مسلمين) و ذلك لاخلاصهم في تعاملهم و صدق الرسول الاعظم (ص) يوم قال (الدين المعاملة).
تنشر بعض صحافتنا بين فترة و اخرى اخبارا عن بعض المطاعم في الطرق الخارجية و عن بعض القصابين الذين لا يخافون الله فهم يذبحون الحمير و البغال و يبيعونها لاصحاب المطاعم العارفين بذلك لتقدم للمساكين من المسافرين على انها لحوما بقرية طازجة؟ و بغياب الضمير و بغياب الدولة القوية و بغياب القانون و بغياب شعيرة الامر بالمعروف و النهي عن المنكر كثر المجرمون و كثرت فنونهم فهم في غيهم و فسادهم و تخريبهم سادرون فمتى لرشدهم يعودون او تخلص العراق منهم يد المنون فالشرفاء لهم هاجرون و ماقتون . و متى تعود الرقابة الصحية الى سابق عهدها ؟ و هل احسنا تعاملنا ؟ بل كثر غشنا و فسادنا و كثر ترديد القسم الذي اختلفت انواعه . و صدق الرسول الاعظم يوم ارشدنا بقوله (الحلف منفقة للسلعة ممحقة للبركة).
[email protected]