7 أبريل، 2024 8:31 م
Search
Close this search box.

صورة ومعاني…حكايات من زمن الحروب

Facebook
Twitter
LinkedIn

ستبقى ذكرياتنا خلفنا صورا كانت او اسطرا من الكتاب وسوف يقرأها الاجيال القادمة ولا نعرف هل سوف تكون مطابقة لواقعهم ومنسجمة مع آرائهم ام ان اختلاف ساعات الزمن والتغيير الذي يحصل في وسائل التكنولوجيا واندثار اغلب العادات والتقاليد الموجودة في اعرافنا اليوم سوف يكون سبب لعدم ادراك او فهم قسم من الاجيال القادمة ما معنى هذه الكلمات التي نكتبها ونرددها دوما كلماتي اليوم ممزوجة بالدموع مع قصص الف ليلة وليلة عشناها مع احداث الحرب في مدينة الموصل…
وانا اشاهد هذه الصورة التي التقطتها لي عدسة الموبايل قبل اكثر من ست سنوات واحتفظت بها مواقع التواصل الاجتماعي في خزانة الذكريات..
في هذه الصورة اجتمعنا انا واولادي بعد ان فرقتنا سنين الحرب التي دامت ثلاثة اعوام وابعدتنا ايامها العصيبة نتيجة الظروف الخاصة التي رافقها الخوف والقلق من المجهول واصبحت كل توقعاتنا تخيب اعمالنا ونحن نعيش كل لحظه متفرقين متباعدين قسم منا ينتظر الصباح المخيف والقسم الاخر يقتله القلق والتفكير بما هو قادم…
ايام وليالي تقرب لك الاقدار وتجعلك تتمنى الموت على الحياة لأننا نؤمن بان الموت سوف ينقذك من الخوف من بني البشر الذين تعيش معهم على وجه هذه الكرة الارضية والذين يتقاسمون معك اسم الإنسانية وهم يتلذذون بإبادة اكبر عدد ممكن من البشرية بحجج وهمية واحقاد واضغان مبيته….
ما اجمل النسيان وما اوجع الذكريات وما اجمل اللقاء بعد الفراق وانت تعيش المستحيل وكل آمالك بهذا اللقاء كانت شبه مستحيلة لان الظروف التي تحيط بك لا تبعث على الاطمئنان….
. عائلتي التي شردتها احداث الحرب بين من وضع في السجن وبين مصاب في المستشفى وبين طالباً في الغربة وبين مهجراً في مدينة أخرى…
التقينا في هذه الصورة عام 2017 عندما عدنا الى ديارنا وشاهدنا الدمار والخراب الذي خلفته الصواريخ والقنابل والمتفجرات والاحزمة الناسفة…
سيارات مفحمة وجثث مرمية على الطرقات وكلاب سائبة تعودت على أكل لحوم البشر..
انها الحرب التي لم تبقي ولا تذر..
نعم اننا نعيش مع هذه الحروب المهلكة والتي تترك خلفها كل انواع الدمار وكل الفتن المظلمة ولا يوجد فيها سوى إراقة الدماء وإشاعة الرعب والخوف والفوضى والمستقبل المجهول……لقد تكلمت ملامح هذه الصورة عن رابطة الدم وعن معنى الاخوة وعن جمع الشمل للعائلة…
ما أقسى تلك اللحظات ونحن نعيش غرباء في بلادنا وما اسوأ تلك الكلمات القاسية عندما تراجع وانت في الغربة احد الدوائر الحكومية وينادونك تحت لقب(( المهجرين او النازحين)) فلماذا كل هذه الحروب ولماذا هذه الكلمات النازحين والمهجرين والمغتربين والمبعدين…
ولماذا تَسلب منا الحياة السعيدة ايها الوطن بهذه الحروب ونحن الوحيدين ابناء الشعوب العربية المظلومة التي ندفع ثمنها دوماً …
.لماذا ولماذا ايها العراق قد تعودت على كل انواع المآساة…..وتعود اهلك على الحروب وقساوة العيش..

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب