23 ديسمبر، 2024 1:01 ص

الصورة جميلة المنظر، المحيط بها يبعث على الراحة، ويبدو أن المكان ومن بالصورة على مستوى من الرقي والقدرة، هذا دائمًا ماتعكسه ظاهر الصورة مما يجعل المشهد مثيرًا جذابًا، ومن تقع عينه على الصورة يطير بمخيلته، متمنياً أن يكون هو من بالصورة، وأن يعيش تفاصيل ماتعكسه، لكن لحظة من فضلك، قبل أن تنجر خلف مظاهر خداعة هل سألت عن البرواز؟ نعم البرواز الذي يحيط الصورة عن قدرته ومتانته، له أربعة أضلع، كل ضلع يشكل واقع الحياة الصحية، والسعادة الحقيقة لاتصنعها الصورة والمقتنيات،
الأسرة كيف هي وتماسكها؟ ماعلاقتهم ببعض؟
الاقتصاد إذ لامعنى بمظهر يرضي الناظرين ويتعب الخادعين أنفسهم بالانجرار خلف المظاهر، وتحميل أنفسهم أثقال الديون والالتزامات،
الرضا النفسي وتقبُّل الواقع، فإذا لم نصل للرضا والقناعة نعيش صراعًا داخليًا، وتكون حياتنا مصطنعة مجرد ابتسامة تخلو من المشاعر، ما دام داخلنا النفور ورفض الواقع، نحن رائعون من غير فلاشات ولافلاتر، لا داعي أن ننجر ونسابق الآخرين سعيًا لتحقيق المظهر من غير الجوهر، اقتناء الماديات من غير قدرة هذا لايخلق لك غير الشقاء،
تقليد الآخرين لمجرد تثبت أنك قادر على ذلك، هذه مقارنة تصفعك وتجعلك نسخة مكررة باهتة لاحياة فيها، اصنع حياتك حيثما تجد نفسك..
السعادة إحساس ورضا..
لاتصنعها كثرة مقتنياتك..
الحب هل هو موجود بين ماتحتويه الصورة أم هو مجرد أجساد ينخرها الشتات من داخلها؟
لاقيمة للمكان من غير حب يشعر بالانتماء والقبول والترابط،
لذلك علينا أن نهتم بما يحيط بالصورة قبل الصورة، أن نصب قدراتنا على البرواز الذي يحمي الصورة من التلف؛ لتكن صورتنا حقيقة المظهر والجوهر.

كما قال مارتن لوثركينغ: لابأس من الاستفادة من تجارب الآخرين، لكن تقليد الآخرين لايعني أنك ستحصل على ما حصلوا عليه.