بصمت هاجت الأعصاب وبسكون إهتزت المشاعر وتفجر الوجدان وساد الحزن في الأعماق وأنا أتمعن بصورة لتشييع شهيد في ذكرى أربعينيته . بالتأكيد كانت تختلف وتتباين مع صور عديدة وكثيرة لشهداء تم تشييعهم من قبل اهلهم وذويهم ومحبيهم وأقرناهم في جبهات القتال أو في مدنهم . اللحظة التي وقع فيها نظري على صورة التشييع جال في خاطري مقطع لشريط حياة الشهيد فحين تمكن الإجرام الداعشي من إحتلال ثلث الأراضي العراقية وعبث بمقدرات الأرض والعرض وإستهان بأرواح البشر وعاث في الأرض فسادآ وأوشكت يده النيل من مقدساتنا ونادت المرجعية عبر فتواها الخالدة بالجهاد الكفائي والدفاع عن الأرض والعرض والمقدسات كان هذا الشهيد مع والده في مقدمة الملبين لهذا النداء والمسارعين للذود عن حياض الوطن ، وحين تبنت العتبة العباسية المقدسة إنشاء قوة قتالية من المتطوعين وأطلقت عليها أسم فرقة العباس ع القتالية كان الشهيد ووالده في مقدمة الركب ولم يتوانوا مطلقآ في أداء الواجب بل عمدوا على إستنهاض الهمم وشحذها في هذه المناطق وغيرها للتطوع في صفوف فرقة العباس ع القتالية وشمروا عن سواعدهم مع الشباب الحسيني وهرعوا في فتح معسكرات التدريب وتلبية حاجات المتدربين والحرص على تنمية القابليات القتالية للشباب وإحتضانهم للمشاركة قي جميع الفعاليات . وخلال أكثر من سنتين هم مرابطين في سوح الوغى وجاءت لحظة العروج فسقط جسد الولد على الأرض ليروي بدمه الطاهر تراب الوطن وليحمل الوالد جسد ولده على عاتقيه (وهنا كانت الصورة ) ليكون في مقدمة المشيعين له متفاخرآ ومبتهجآ بنيل ولده هذا الوسام الإلهي وهذه المنزلة الرفيعة وإن حزن القلب عليه وذرفت العيون دمعآ وإعتصر الصدر ضيقآ فهو حزن الفراق على غياب الأحباب ويبقى ألق الوداع مستأنسآ بصعود روحه الى سماء الخلد لتلتحق مع الشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ولتكون روحه شافعة له ولأهله وذويه واحبته وللمؤمنين .. لروحه الطاهرة ولأرواح الشهداء السعداء الرحمة والغفران والفوز بالجنة والرضوان