18 ديسمبر، 2024 9:51 م

صورة رجل الشرطة في المسرحية العراقية

صورة رجل الشرطة في المسرحية العراقية

كان للمسرح العراقي الاثر الكبير بتكوين الصورة الذهنية لدى المواطن عن رجل الشرطة بكونه (عديم الرحمة، معتديا على شرف النساء ، وخائن لوظيفته، هزيل ، يهتم بالامور التافهه ، محدود الوعي ، فقر معرفي ) وبما ان رجل الشرطة ترتبط صورته الذهنية بالتغيير والتحولات المؤسسية فى المجتمع، وبالتالى فإن تعرضًا لاهتزاز الصورة الذهنية المنطبعة عنه لدى الرأى العام هي نتاج فكري يرتبط بعدة عوامل ، وقد فشل المسرح العراقي بايصال الصورة الحقيقية لاداء رجل الشرطة ، حيث كانت اول مسرحية عراقية

– مسرحية وحيدة لمؤلف عرقي موسى الشابندر (1899-1974) حيث حظيت هذه المسرحية بالرواج ، وعرضت في بغداد والمحافظات وبثت باذاعتي بغداد وقصر الزهور ولعدة مرات ، تدور احداثها في حقبة الحكم العثماني بان شابة تدعى وحيدة تحب ابن عمها احمد فترسل وشاية الى (رئيس الشرطة التركي حسن خان ) ويجبرها بالمبيت بمركز الشرطة وفي اليوم التالي فقدت عذريتها بالمركز وفي النهاية تنتحر برمي نفسها بالنهر وحبيبها ينتحر بخنجر

– هذه المسرحية سبق وان قام الاستاذ حقي الشبلي باخراجها قبل عام 1929 ثم عاد واخرجها ثانية 1934 وفي عام 1968 عمد على اعادت احداثها يتوافق مع ثورة العشرين ضد المحتل البريطاني

– وتلتها مسرحيات حيث بلغت 210 مسرحية بينها 110 لكتاب عراقيين والبعض منها تناولت رجل الشرطة حسب المرحلة كان يكون في مرحلة الاربعينات والخمسسنات كانت صورة رجل الشرطة هو خادم للنظام السياسي ومتحالف مع الاقطاع ، حيث ان اغلب كتاب المسرحية ذات الفكر اليساري ، اما مسرحيات مرحلة الستينات والسبيعينات صورت رجل الشرطة (الجاهل ،السىء، ضد الفكر اليساري) ، اما في حقبة السبعينات والثمانينات لم تتناول رجل الشرطة لكون المسرح العراقي انشغل بموضوعات اجتماعية وقومية وفكرية وفلسفية والتي تخص الشعب وتشغلة ، في فترة التسعينات حيث اتجه المسرح الى الفكاهة والهزل وله دور تخريبي برسم الصورة الذهنية لدى المواطن عن رجل الشرطة (الامي ، العنيف ، الحاد ،المرتشي ،السىء السلوك، وجعلة مدعاة للسخرية،) وكمثال مسرحية بيت وخمس بيبان

– لم يتناول المسرح العراقي في اي مسرحية من مسرحياته الدور الايجابي لرجل الشرطة بكشف الجريمة اومنعها او الدور الانساني او تناول الخدمات التي تقدمها اجزة الشرطه بحفظ الامن والنظام ، او لنصرة مظلوم ، او الثراء الفكري لبعض ضباط الشرطة المبدعين ، بل عمق الصورة السلبية المتراكمة عن الرثاثة بطرحه كنموذج سىء
الخلاصة : فشل المسرح العراقي بتقديم الصورة الايجابية لرجل الشرطة عبرالتاريخ المعاصر، وتناول الجوانب والنماذج السيئة ومما اسهم بخلق وعي مغاير باتجاه باستخفاف بالقانون ، مما ولد احباط نفسيا لدى المواطن العراقي في رسم الصورة للاشخاص التي توفر له الامن