23 ديسمبر، 2024 1:55 م

صورة المالكي في غيابه

صورة المالكي في غيابه

ما الذي سيكون عليه المالكي بعد ان يجلس العبادي على كرسي رئاسة الوزراء ؟ اقصد ما الذي سيفعله المالكي وما الذي سيدور في ذهنه من افكار بعد ان يرى احد رفاقه في الدعوة وقد حكم العراق دون ان يخطط احد لذلك .. هي مجموعة اسئلة نطرحها لكي نبين ما هي العقلية التي يحملها المالكي .. نقول بصراحة بان عهد الرجل الذي استمر لثمان سنوات قد عرف عن نفسه خلالها بانه الشخص الذي لا يمكن ان يعرف في حياته ذرة رحمة او احساس بالام الاخرين او معاناتهم .. انه عقلية ملؤها الحقد والضغينة حتى لاقرب حلفائه . اما فشله الكارثي في حكم العراق فنابع من افكاره السطحية الغبية بان العراق يمكن حكمه بالنار والموت والحديد والجوع والعطش .. انه لا يجد مفرا من عقدة صدام الذي اذاق العراق مرارات الهزائم والحروب الخاسرة وحروب الابهة العشائرية التي كانت بمثابة رفعا لمنسوب حالته النرجسية التي اودت بحياته وحياة حزبه . المالكي اراد ان ياخذ قليلا من صدام وقليلا من محمد باقر الصدر وقليلا من عبد الكريم قاسم الا انه فشل بخنوع مخجل تماما ، لانه لم يعرف ما الذي يفعله وهو محاط بمستشارين لا يفهمون شيئا من السياسة او الحرب او الاقتصاد .. انهم مجموعة عقد وبغض جاءت لتنتقم من العراقيين الذي كانوا يعيشون في بلادهم رغم ماسي النظام السابق بين عوائلهم وذويهم ، عكسهم تماما حينما لم يتمتعوا بمفهوم العائلة وهم يتسكعون على ارصفة السيدة زينب او في قم او مشهد .. انهم يحملون ماض غير عتيد وماض مفكك اجتماعيا حينما كانت عوائلهم تتبعثر بين الاشتات .. المالكي حين يجد بان البساط قد سحب من تحته فهذا موت سريري لا محالة ، ولانه يرى في نفسه كفاءة لا توجد عند غيره ، فهو الموت المعلن اذن .. اعتقد بانه سيكون قريبا جدا من القرار السياسي بتاثيره الحزبي او الائتلافي ولانه يعتقد بانه الانسب وانه اب الحزب والحزبيين ، فسوف لن يجد العبادي راحة تامة

في حكمه ولن يهنئ بما كلف به .. المالكي سيعمل على اثارة الفتن والمعارك الجانبية بين الخصوم القدامى ابتداء من علاوي وليس انتهاء من عمار الحكيم ومقتدى الصدر ..سيثير النعرات الطائفية المعروف بها دائما وسيعزز النفاق السياسي بين اطراف التحالف وسيلهب الشارع بالانفجارات والموت المجاني اليومي .. انها نظرة تشاؤمية لكنها اقرب الى الواقع .. سوف نشهد عراقا يشبه اليمن الحالي ، عبد به ادريس يحكم وعلي عبد الله صالح المزاح يقف كظله يقرر ويخطط والاول المسكين ينفذ .. انها معظلة الحكم وربيع الكراسي الاخاذ .. العبادي سيكون طائعا لمسؤوله الحزبي وصاحب الافضال عليه .. سيكون مجيبا لكل ما ينطق به المالكي وفاء منه لحزبيته ولكي يبقى الصديق والرفيق الذي لم يخرج عن الطاعة .. انها مسؤولية الاطراف الوطنية الاخرى ومسؤولية الشعب الذي لن ولم يخدع هذه المرة .. كفى ان نرى الموت جاثيا عند ابوابنا وكفى ان نرى الذئب متربصا .. وقد قالها اوباما مستبصرا واقعنا المؤلم .. تكاتفوا واتفقوا لان الذئب عند الباب يقف منتظرا ..