17 نوفمبر، 2024 1:39 م
Search
Close this search box.

صورة العدو( الجزء2)

صورة العدو( الجزء2)

صورة العدو( الجزء2)
أنواع صور العدو Types of enemy Images
تتعدد أنواع العدو بحسب الصفات والسمات التي يتمتع بها هذا العدو أو التي يتم إضفاؤها عليه عبر عمليات الإدراك، وبحسب طبيعة التهديد الذي يمثله هذا العدو، ويميز البعض في هذا الإطار بين العدو الرمزي، والعدو الشريف أو الجدير، والعدو الحاجز أو المانع، وعدو الإله والعدو المهاجم أو المعتدي، والعدو المستبد /الخائن، والعدو الخفي من الداخل أو ذلك على النحو التالي :
اولا – العدو الرمزي Symbolic enemy
أكثر ارتباطاً بالحروب البدائية الشعائرية حيث الحرب وجهاً لوجه كتقليد دوري في إقليم محايد بين القبائل المتحاربة وتنتهي الحرب مع سقوط أول ضحية عادة، وهو ما يكشف غيبا هدف العنف أو القتل عن الحرب بقدر التعبير عن المشاعر العدائية والمدمرة وإيجاد نوع من المنفذ أو المخرج لها، وكفلت هذه الحروف الحفاظ على النظام بين القبائل عبر السماح بقدر” وظيفي” من العنف المحدد في مؤشراته المتعلقة بطبيعة الإصابات المسموحة، وحجم الضحايا وفي هذا النوع من الحرب العدو رمزي ولا تتم المساواة بين العدو والشر أو التعامل معه كمصدر للتهديد، بل على العكس ينظر إلى العدو كشريك مساو في الأهمية وفي إطار شريعة للحفاظ على الحياة وتأكيدها.
ثانيا – العدو الحاجز أو المانع Barrier or Inhibitor Enemy
الذي شكل جزءاً ” من الإقافة الاستعمارية حيث ينظر الطرف الخاضع للسيطرة إلى العدو المهيمن بوصفه مصدرا للحرمان من ممارسة الحقوق والاحتياجات المادية والنفسية، ومن الجهة الأخرى ينظر الطرف المهيمن إلى العدو بوصفه ” “آخر ” لا ينبغي تدميره لكن استغلاله واستعباده لاشباع الاحتياجات الفردية والجماعية للطرف المسيطر- وتتعدد مستويات التحليل التي يمكن تلمس هذا النمط فيها سواء في إطار العلاقات بين الطبقات في المجتمع، أو في إطار علاقات الاحتلال، أو في سياق الهيمنة الثقافية وأشكال الاستعمار الجديد. فالاستعمال الجدي القائم على تحقيق الهيمنة الاقتصادية وتكريسها عبر نشر قيم وأنماط ثقافية معينة هو وسيلة للتعامل مع العدو عبر ” إخضاعه ” وليس ” تدميره” وفق هذا التحليل.
ثالثا – العدو الكفء أو الجدير Efficient or worthy enemy :
ينظر إلى العدو في هذه الحالة ككيان منظم تنظيماً جيداً، ومتماسك إلى درجة كبيرة، وعلى درجة من الاحترافية والطابع الإرادي الواعي المحرك للرغبة في القتال. ويمثل القتال في هذه الحالة ما يشبه الشعائر لاختبار القدرات البشرية، ومحكاً لظهور سمات النبل والشجاعة والتحمل وغيرها من القيم الإيجابية ومن ثم يمكن التعامل مع العدو في إطار من الاحترام المتبادل، وصولاً إلى الوقوع في تناقض ” حب العدو”. ومن الواضح أن مثل هذا النوع من العدو لا يساعد على تدعيم الهوية الذاتية بقدر ما يعزز من هوية الآخر.
رابعا – عدو الإله (الحرب المقدسة) The Enemy of God (holy War)
على العكس من الأنواع السابقة حيث العدو الرمزي، أو الذي يتم إخضاعه، أو احترامه فإن هذا النمط من الحروب (الحرب المقدسة) عادة ما يرتبط بإضفاء سمة تمثيل الشر أو الشيطان على العدو في مواجهة معسكر الخير أو الإيمان أو أنصار الإله ومنفذي مشيئته. وبالتالي يصبح الهدف ليس مجرد إخضاع العدو لكن تدميره(مع إمكانية التحفظ على ذلك انطلاقاً من بعض نماذج هذه الحروب المقدسة) كوسيلة لتحقيق مشيئة الله، والأمان للمؤمنين، ولزيادة الإيمان ومستوياته.
خامسا – العدو مصدر التهديد (الحرب الدفاعية)
The enemy is the source of the threat (defensive war)
ينظر في هذه الحالة إلى العدو كمصدر تهديد سواء للحدود أو العب أو الأفكار والأيدلويجات أو الاقتصاد أو المستقبل عامة. ويلاحظ قدرة كل طرف على تبنى هذاالنمط من الحروب بمعنى تبرير حربه انطلاقاً من كونها حرباً دفاعية ضد تهديد قائم أو محتمل، مادي أو معنوى، وهو ما يظهر واضحاً حتى على مستوى مسميات المؤسسات العسكرية في الدولة ووصفها بأنها مؤسسات أو وزارات دفاع. وتشترك الحرب الدفاعية في بعض السمات مع الحرب المقدسة حيث ينظر الطرف “المدافع” إلى قضيته بوصفها قضية عادلة، ومن ثم يصعب إلقاء اللو على القيادات لاضطرارهم إلى خوض هذه الحرب”، مع ربط ذلك بوجود دعم أو تأييد إلهي في مواجهة العدو المجسد الشر.
سادسا – العدو القمعي (حروب التحرر أو الثورات)
Oppressive enemy (wars of liberation or revolutions)
يمثل هذه العدو الوجه الآخر للعدو الحاجز أو المانع. فالجماعة الخاضعة المقهورة تشن الحرب بهدف الإطاحة بالمحتل أو نظام شمولي أو تسلطي قائم أو حاكم ظالم أو نخبة مسيطرة مستغلة وتتعزز هوية الطرف الخاضع المقاوم في هذه الحالة مع عنف استجابات الطرف المسيطر مع ملاحظة أن هذه العلاقة ليست مباشرة لكن تتوقف على مجموعة من المتغيرات الوسيطة .
سابعا – العدو الداخلي الخفي Hidden inner Enemy
يطرح في إطار الكتابات الغربية “الإرهابي” ضمن التصنيف بوصفه عدواً يصعب تحديده لاعتماده على المفاجأة استراتيجيات غير تقليدية ورغم التحيزات في تعريف هذه الفئة إلا أنه يمكن استعارة عنوانها للإشارة إلى فئة أخرى من الأعداء غير الظاهرين الذين لا يتم في بعض الحالات تصنيفهم “كأخر” ابتداء لعدم وجود مظاهر واضحة للاختلافهم أو عدائهم ويمكن التمييز في إطار هذه الفئة بين أكثر من نموذج للعدو: العدو الذي كان يتشارك في الهوية مع باقي أعضاء الجماعة ثم تحول – في إطار ظروف معينة- إلى عدو ذي هوية متمايزة حتى لو كانت غير ظاهرة، والعدو المختلف ابتداء عن الجماعة في بعض عناصر هويته مع عدم وضوح ذلك لأعضاء الجماعة خارج نطاق ” العدو” أو صعوبة الفصل الدقيق لهذا العدو عن الجماعة وارتفاع تكاليفه، والعدو للخفي للتسلل الذي” يبدو مثلنا ويصعب تمييزه كأخر عدو« .

آليات عملية العداء Mechanisms of Operation hostility
يقصد بديناميكيات العداء مجموعة من الآليات والعوامل التي تسهم في تشويه عملية الإدراك لدى التعامل مع صور العدو، والتي قد تؤدى إلى تفسير التحركات السلمية أو الإيجابية لهذا العدو كتحركات عدائية، أو تصوير حالة الهجوم كدفاع أو العكس. وتزيد هذه العوامل من احتمالات تصعيد العداء ومن أهمها:
اولا – ازدواج المعايير في الانتباه / الاهتمام والتقييم :
Double Standards in Attention / Interest and Evaluation
أحد أهم عوامل تشويه إدراكات صورة العدو وتعرف بعملية يستخدم فيها الأفراد (أو الجماعات) معايير أو مقاييس معينة للحكم على تصرفات العدو أو تقييم العدو مع اختلاف هذه المعايير عن تلك المستخدمة لقياس تصرفات ودوافع الفرد نفسه (أو الجماعة ذاتها). ويسهم ذلك في نجاح كل طرف (في علاقة العداء) في تصوير نفسه في موقف الدفاع في مواجهة الخصم المعتدى، ومن ثم تعزيز صورة الذات كممثلة للخير، والمبالغة في ربط العدو بالشر، وبالتالى زيادة احتمالات تصعيد الصراع.
ثانيا – صورة المرآة Mirror Image
هو مصطلح يعبر عن تشابه صورة العدو لدى كل طرف بحيث تبدو كما لو كانت صورة في المرآة فخلال الحرب الباردة مثلا نظر كل من الاتحاد السوفيتى والولايات المتحدة إلى الآخر بوصفه الطرف المعتدى صاحب الحكومة القائمة على استغلال الشعوب وخداعها غالبية السكان “خيرين” بطبعهم ولا يتعاطفون مع خداع الحكومة ضرورة عدم الثقة في حكومة الطرف الآخر مع الاعتقاد بوجود أهداف وخطط سرية غير معلنة من أى تصرف استناد سياسة الطرف الآخر على نوع المجازفة واللاعقلانية بعكس الطابع الإنسانى الرشيد لسياسة الذات.
ثالثا – خداع القمة السوداء Blacktop illusion
إحدى الحالات الخاصة لصورة المرآة حيث يركز كل طرف على صورة قيادة الطرف الآخر بوصفها “شريرة” وقمعية، بينما الأفراد/ الأعضاء الآخرين في الجماعة الأخرى خاضعين لسيطرة واستغلال قياداتهم. ويمكن أن يوظف هذا البعد في تبرير الاعتداء على الآخر حيث أن هذا السلوك هو دفاع عن مصالح الأغلبية الصامته وبالنيابة عنهم من جهة أخرى فإن هذه الصورة قد تكشف عن توجهات إيجابية تجاه الآخر بما قد يسمح في ظروف معينة بتبرير الخروج من حالة العداء.
رابعا – الانتباه الانتقائى Selective Attention
أى الانتقاء في عملية التفكير في العدو بالتركيز فقط على الأبعاد والتصرفات والتعليقات السلبية المرتبطة بهذا العدو، واستدعاء للصور السلبية له مع إغفال أية صور أو تصرفات إيجابية. وتظهر التجارب ميل الأفراد إلى استدعاء الصفات والحقائق والحكايات السلبية عن الأشخاص الذين يعتبرون كأعداء وذلك مقارنة بالحلفاء أو الأصدقاء، مع اتجاه لتضخيم هذه السمات.

خامسا – التحيز في تقييم المصداقية Bias in Assessing Credibility
يقصد بهذا المبدأ ميل الفرد إلى تقييم مصدر المعلومة والمعلومات ذاتها الأكثر اتفاقاً مع رأيهم بوصفها أكثر مصداقية من مصادر المعلومات التي تقدم رؤية مغايرة. ويفسر هذا التحيز في تقييم مصادر المعلومات أحد أسباب مقاومة صور العدو للتغيير وتؤدى هذه السمة إلى تجاهل المعلومات والمصادر غير المتفقة مع توجهات الفرد نحو العدو فمثلاً تكتسب التقارير التي تضفى سمات سلبية على العدو مصداقية أكبر.
سادسا – تعايش صور متعارضة ومتناقضة للعدو
The Coexistence of Conflicting and Contradictory Images of the Enemy
كأن يتم تصوير العدو بوصفه على درجة عالية من التنظيم والذكاء والقدرة على تدبير المؤامرات والاحتفاظ بأهداف سرية غير واضحة، وفى المقابل – وفى الآن ذاته – يصور العدو بوصفه جاملاً يفتقد القدرة على التنظيم أو التنفيذ ويسهل خداعه أو الانتصار عليه وقد ظهر تعايش مثل هذه الصور المتناقضة للعدو في صور كل من الاتحاد السوفيتى السابق، والنظامالعراقى “السابق” وفى وسائل الإعلام الأمريكية. وتسمح إمكانية تقديم وإدراك صور العدو على هذا النحو المتناقض بتمكين الأفراد والجماعات من تبرير توجهاتهم وسلوكياتهم تجاه العدو. ومن الطبيعى أن الصور المتناقضة لا تقدم عادة في نفس الوقت أو على الأقل ليس عبر نفس العمل أو الرسالة فعلى سبيل المثال تم تصوير صدام حسين في الولايات المتحدة منذ التسعينات بالتركيز على كونه أكبر تهديد للعالم الحر وفى نفس الوقت تقريباً طرحت صور أخرى لصدام بوصفه طاغية لا يعتمد على التقنيات الحديثة (التكنولوجيا) ويتسم بمحدودية الأفق والقدرة على التخطيط، بل ومحدودية القوة. ويلاحظ أن هذه الصور المتناقضة عادة تهدف إلى تعبئة الأفراد من خلال الخوف والكراهية لتبرير العرب على العدو وقتل أفراده.
سابع – الطابع الحركى لصور العدو Motor character of enemy images
يقصد بذلك أنه على الرغم من صعوبة تحول صورة العدو في ضوء عدة عوامل سبق ذكرها، فإن ذلك لا ينفى إمكانية تحول عدو حالى إلى حليف مستقبلى وما يرتبط بذلك من تغير في صورة هذا العدو إلى صورة مختلفة ويرجع ذلك إلى النزعة التضخيمية في الدعاية العسكرية للتأكيد على الاختلاف بين العدو وبيننا (نحن)، والتأكيد على ارتباط العدو بتاريخ طويل من الشرور وقائمة من العيوب في السمات على نحو يصور العدو كما لو كان رمزاً للشر على الدوام، وبوصفه كان خصماً على الدوام كذلك مثل هذه النزعة التضخيمية تميل إلى التراجع في ظروف معينة بما قد يؤدى تدريجياً إلى تغير صورة العدو، والأمثلة على ذلك متعددة (من قبيل تغير صورة اليابانيين في الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية عن صورتهم أثناء الحرب).
ثامنا – ارتباط الصور بالمعرفة والجهل Link Images with Knowledge and Ignorance
فالتحيزات والتشوهات السالف ذكرها ترتبط على نحو وثيق بالجهل بالمعلومات والحقائق الأساسية عن العالم عام وعن العدو بوجه خاص. وتؤدى هذه التحيزات عادة إلى عدم إدراك طبيعة ثقافة العدو وقيمه الأساسية وأولوياته. ويلاحظ أن العلاقة بين التحيزات وقلة المعلومات أو الجهل هي علاقة دائرية : فالجهل يؤدى إلى التحيز، والتحيزات تعزز هذا الجهل فالجهل قد ينتج عن الاهتمام والتذكر الانتقائيين.

عوامل تغيير صورة العدو Enemy image Change Agents
رغم صعوبة تغيير صورة العدو إلا أن ذلك يمكن أن يحدث توافر عوامل ومحركات تدفع إلى ذلك. وهذا التغير قد ينظر إليه كعملية إيجابية تعكس إتجاهاً نحو تسوية النزاعات، ويطق على التغيير في هذه الحالة عملية “التعلم السياسي”. ويقصد بالتعلم السياسي” Political Learning في هذا السياق ” التغير في صور العدو على نحو يعزز احتمالات النجاح في إدارة الصراعات وتسويتها وحلها].وتشبه عملية التعلم هذه نمط التجربة والخطأ trial & error التي يؤدي الفشل فيها إلى إتخاذ خطوات جيدة وهكذا. وترتبط عملية ” التعلم السياسي” بتوافر مجموعة من العوامل المعززة لتغيير صورة العدو من قبيل:
اولا – حدوث تغيرات هيكلية في تطورات الصراع نفسه ووقائعه أو في السياق الدولي أو الإقليمي لهذا الصراع.
ثانيا – تغير في طبيعة التحالفات السياسية، أو تولى أجيال قيادية جديدة السلطة بما يؤدي لتغيير صورة العدو.
ثالثا – تركيز قيادة المجموعة على إحداث إصلاحات داخلية والنظر إلى الصراعات الخارجية كمعوق لمثل هذا الإصلاح : أي أن القيادة تركز على الجماعة ذاتها أكثر مما تركز على الصراع مع الجماعات الأخرى.
رابعا – ظهور فشل الخيارات العنيفة في التعامل مع العدو والحاجة إلى تبنى خيارات تفاوضية أو تكيفية ” في التعامل مع الخصم وقد يكون هذا الفشل في صورة هزيمة أو عدم قدرة على الاستمرار في خيار مواجهة الخصم لارتفاعتكلفة هذا الخيار أو غير ذلك من العوامل التي تدفع إلى البحث عن بدائل أخرى للتعامل مع العدو وترتبط عملية البحث عن بدائل بالتعرف على معلومات جديدة عن الخصوم أو الأعداء وبالتالي احتمال تغير صور العدو تدريجياً.
وتشير بعض الدراسات إلى نموذجي السادات وغورباتشوف وتغير صورة العدو لدى كل منهما حيث يرجع ذلك إلى العاملين الأخيرين (في القائمة الرباعية السابقة) كما يشار إلى أن حدوث تغيرات طفيفة لدى كل منهما في صورة العدو دفعت إلى اتخاذ خطوات محدودة تتفق مع هذا التغير في الصورة، ثم استقبال التغذية الاسترجاعية واتخاذ خطوات أكبر وهكذا

استراتيجيات تغيير صورة العدو ENEMY IMAGE CHANGE STRATEGY
تشمل استراتيجيات تغيير صورة العدو ما يلي:-
اتخاذ إجراءات لا يمكن التراجع عنها Take action that can not be undone
التصالح التدريجي Gradual reconciliation
الفيض المضاد Overflow counter
تراكم الاستثناءات Exceptions Accumulation
التسميم السياسي political intoxication
هذه الاستراتيجية (كما يتضح من طبيعتها) قد يتم تبنيها من قبل قيادات الجماعة أو بعض أعضائها، وقد تتبناها الجماعة الأخرى (العدو) أو قيادة الجماعة الأخرى. كما قد تقوم هذه الاستراتيحيات على خطوات متبادلة بين الجماعة والعدو ويمكن في هذا السياق تناول الاستراتيجيات التالية لتغيير صورة العدو
– اتخاذ إجراءات لا يمكن التراجع عنها Action can not be undone: هي استراتيجية عمدية لتغيير صورة العدو وتحتاج إلى اتخاذ أحد طرفي الصراع ابتداء مثل هذه الخطوة بقطع تعهدات لا يمكن التراجع عنها وذلك مثل زيارة الرئيس السادات للقدس. وتثير هذه الاستراتيجية العديد من الصعوبات مثل : صعوبة ” صياغة” الإجراء أو التعهد الملائم ذي التكلفة العالية والذي لا يمكن التراجع عنه كما لا يمكن تجاهله من قبل الطرف الآخر، كذلك يتطلب اتخاذ مثل هذه الإجراءات أو التعهدات عادة درجة كبيرة من التحرر من القيود السياسية الداخلية.
2 – التصالح التدريجي Gradual reconciliation: تحتاج هذه الاستراتيجية إلى بدء أحد الأطراف بإظهار “نوايا” للتصالح أو الاسترخاء، وانتظار استجابة إيجابية من الطرف الآخر، ثم اتخاذ خطوات تصالحية فعلية وهكذا وتهدف هذه العملية إلى تحسين متبادل فصورة الآخر لدى كل طرف على نحو متدرج كما يمكن اعتبار سياسة بطء الاستجابات الانتقامية والتصالحية على السواء إحدى صور هذه السياسية.
3 – الفيض المضاد Overflow counter: تقوم هذه الاستراتيجية على تغيير صورة العدو والصورة النمطية عبر تعريض الجماعة إلى كم كبير من المعلومات المخالفة لهذه الصورة النمطية في مدى زمنى قصير نسبياً.
4 – تراكم الاستثناءات :Exceptions Accumulation تقتضي هذه الاستراتيجيات توافر مدى زمني طويل نسبياً حيث يؤدي نشر معلومات مناقضة لصورة العدو أو معلومات متضاربة عنه على نحو يوحي بوجود استثناءات لدى الآخر لا تتبع الصورة النمطية للعدو ويؤدي تراكم هذه الاستثناءات على المدى الطويل إلى حدوث تغير في صورة العدو.

أحدث المقالات