18 ديسمبر، 2024 9:47 م

صورة الرئيس و ” أبو بريص”

صورة الرئيس و ” أبو بريص”

الزاحف ” أبو بريص” من أكثر المزعجين الذين يعكرون صفو البيت والأسرة ؛ والأمر يحتاج إلى تدخل جراحي عاجل للتخلص منه. بعض هذه الوسائل بدائية جداً، ولكنها تفي بالغرض عندما يقوم ” أبو بريص ” بجولة تفقدية في منطقة سيادته . التطور هو الآخر ألقى بظلاله على وسائل صيد هذا الحيوان ،ولكنها غير مجدية في الكثير من الأحيان . عندها يهرب هذا المزعج للاختباء حتى تلقي الحرب أوزارها ،ولعل صورة الرئيس التي تتوسط اغلب غرف الاستقبال هي الملاذ الآمن لوجود حصانة تمنع الاقتراب منها .
ثقافة الصور ليست حكراً على حقبة الماضي القريب،من انتشار لها في الشوارع والمؤسسات الحكومية فضلاً على المنازل . يتصور الذين لم يألفوا المنظر ان البلد على ابواب حملة انتخابية مبكرة ،ولم يستوعبوا أن زراعة الصور فن يتقنه مواطنو الدول النامية لدرجة التطرف ،ويجب إن يعرفوا أن المبادئ هي التي تعيش في الصدور وتنير العقول ،ولعل الكثير من الفلاسفة والعلماء والأدباء لم تصل صورهم إلى محبيهم ،وكل ما وصل هو حكم وحقائق وأشعار وقصص فيها الكثير الذي يجعل الإنسان يُشغل بها دون النظر إلى من قالها . والأجمل من كل شيء أن يلتزم القارئ بما يقرأ ويطبقه على نفسه قبل الآخرين .
عقد الماضي مازالت تطارد بعضهم ، ويحاولون أن يبثوا أسقاطاتهم على الآخرين ، ولعل تمجيد الصور سياسة قديمة تطل برأسها اليوم ،وكل حسب هواه ومزاجه .ولا باس من ان يدفع الحب في متابعة من يحبه ،ولكن لا يصل الأمر على فرض الهوى على الغير ،لان لكل شخص خصوصيته التي احترامها .