لو أنكم شاهدتم مثلي الفديو الذي يظهر فيه سليم الجبوري أثناء زيارته الأخيرة إلى الموصل، وهو يعطينا ظهره، فيما تحيط به حشود الحمايات وهم يحاولون أن يمنعوا الناس الاقتراب من معاليه، وتركه لهم يصرخون مع الفضائيات، فعلى رغم كل ما قيل عن سيكولوجية الجماهير التي كتبها غوستاف لوبون، التي تقول إنّ الجماهير أحياناً تفقد صوابها وتجنّ، فيتحول الفرد إلى هائج منفلت، إلا أنّ السيد سليم الجبوري كذّبها وجعل منها نظرية قديمة جداً. ظهر أهالي الموصل ” منكسرين ” وهم يريدون من المسؤول أن يجيب على تساؤلاتهم، وأن يتعطّف عليهم ولو بكلمة واحدة تُعيد الأمل إليهم، لكنهم تفاجأوا: ما قيمة أن تتهدم الموصل وأن يتشرد أهلها في الخيام؟ وأن تتحول أجزاء منها إلى مقابر جماعية؟ فالسيد رئيس البرلمان منشغل بحملته الانتخابية التي يريد من خلالها إحياء الحياة المدنيّة في العراق!..
هل شاهدت جنابك قبل أيام صورة قادة التحالف الوطني وقد تصالحوا بعد خصام ” مرير “، وقرروا التقاط صورة فوتوغرافيّة تتصدّر مواقع الإنترنت ووسائل الإعلام، فقد وجدوا أنّ غياب رئيس دولة القانون عن مركز القرار ” حَوَّل البلاد إلى ” شذر مذر ” ولهذا لابدّ من عودته ليبثّ الأمل في صفوف التحالف الوطني الذي يعاني من أزمات وصراعات وخيبات.
أرجوك اعمل مراجعة لذاكرتك وانتقل إلى أعوام مضت. هل تتذكرون الخطب التي كانت تُلقى علينا عن الرفاهية والانتقال إلى العصر الحديث، والكهرباء التي ستُصدّر إلى دول الجوار، وبغداد التي ستنافس سنغافورة ودبي وتتفوق على طوكيو، خطابات الأمل التي ترجمت حرفياً الى عشرات المليارات من الدولارات التي تحولت الى جيوب الفاسدين الذين سرقوا كل شيء يمكن سرقته!
وبعكس الآمال الكاذبة التي صدّع بها رؤوسنا ساسة كاذبون، نقرأ في الأخبار التي تقول إن “الامبريالي” بيل غيتس مؤسس شركة مايكروسوفت
تولى قبل أيام رئاسة تحرير أحد أعداد مجلة تايم الشهيرة، الرجل الذي يعدّ الأغنى في العالم، قرر أن يضع على غلاف المجلة صورة الطفل الإثيوبي محمد ناصر، الذي يحتفل بعامه الخامس بفضل حملة اللقاح التي نفذتها مؤسسة بيل غيتس.
يحاول بيل غيتس إنهاء الملاريا والجدري في الدول الفقيرة، كما أنّ المنح الدراسية التي يوزعها ساهمت إلى حدّ في تقليل انتشار الأمية بين الفقراء، ولا لون ولا طائفة ولا هوية دينية للذين يتلقون المساعدات، وأتمنى على سياسيينا، أن يخصصوا 5% على الأقل من سرقاتهم لفقراء العراق الذين تجاوزت نسبتهم الـ30 %، خصوصا أنّ معظم أصحاب الثروات هذه ساهموا بفاعلية في تخريب البلاد.