23 ديسمبر، 2024 3:01 م

عندما نُقلب في صفحات التاريخ ونغوص في تاريخ الشعوب ، نجد أمماً تقدمت وأزدهرت واصبح لها تاريخ مشرف ، ومكانة مرموقة بفضل شعوبها ، واستطاعت النهوض من جديد وبقوة بعدما انهارت بشكل كامل ، واتخذت من الكوراث والحروب مصدر قوة ونقطة تحول كبيرة في تاريخها . والعصر الحديث مليء بالتجارب الناجحة خصوصاً بعد الحرب العالمية الثانية ، عندما استطاعت الدول الخاسرة في الحرب النهوض من جديد ، وتهيأت لوضع خطط استراتيجية مدروسة فيها قراءة جيدة للمستقبل ولملمة جراح الواقع ، وجميعنا يعلم الدمار الذي لحق اليابان ابان الحرب العالمية الثانية وانهيار البنى التحتيه للبلد بشكل شبة كامل ، والقاء القنابل على هيروشيما ونكازاكي الامر الذي شكل خسائر مادية وبشرية فادحة ، على اثر ذلك اعلنت اليابان استسلامها ، لكن ما مر به اليابانيون لم يشكل عائقاً ، حيث استطاعوا تنمية قدراتهم من خلال مواردهم الذاتية ، والسياسة التي اتبعها اليابانيون هي التنمية البشرية ، فقاموا بأعداد كوادر علمية مهنية بشكل منظم ومدروس ، واليوم تتربع اليابان على عرش الدول المتقدمة تكنولوجياً واقتصادياً . أما المانيا وعلى الرغم من تنوعها الثقافي والديني والعرقي ، استطاعت بعد هزيمتها في الحرب ان تكون رقماً صعباً بين الدول ، وانعشت اقتصادها من خلال العديد من الصناعات المهمة . والامر لا يتوقف على اليابان والمانيا (كونهما انموذجاً للدول الخاسرة بالحرب) أوربا ايضاً شهدت تحولات فكرية وسياسية بعد الحرب ، مما جعلها تتبع سياسة نبذ الخلافات والشعور بضرورة التوحد تحت راية هوية اوربية واحدة . اين نحن من هذه التجارب ؟ ام اننا ضللنا الطريق وفقدنا خارطتنا الفكرية التي ترشدنا لبناء غـد افضل ، او قد تكون 13 سنة غير كافية للتخلص من اثار الديكتاتورية التي اثرت على نسيجنا الفكري والنفسي ، كل ما اعرفه واسمعه في كل مكان وانتم سمعتهم بالتأكيد هذه العبارة ((صوج الشعب)) في المقاهي والشوارع ، اماكن العمل والدراسة ، كثيراً ما نسمع هذه العبارة بعد كل حدث او نزاع سياسي يحصل او تفجير او اكتشاف ملفات فساد جديدة ، ولربما ينسى المتكلم في المقهى ، الشارع ، زميلك في العمل ، احد اقربائك ، اصدقائك انه واحد من الشعب ، فأذا انا اردد هذه العبارة وانت تردد معي من يكون الشعب ياترى ؟ وعندما اقلبها جيداً في مخيلتي (العبارة) اجد فيها الكثير من الصحة ، فالأختيار الخاطئ في الانتخابات وإيصال الفاسدين الى السلطة من جديد يتحمل مسؤولية ذلك فئة كبيرة من الشعب السياسي بالتالي يدفع الثمن الجميع ممن انتخبهم

ومن لم ينتخبهم ، كذلك اصحاب (تاج راسك ، حامي عرضك والخط الاحمر) بولائهم المطلق يؤثرون بشكل كبير ايضاً على عملية التخلص من الفاسدين وهم فئة ليست بالقليلة من الببغاوات ، وهنالك الفئة المستضعفة التي لا تمتلك شيئاً سوى الصمت ، بذلك يكون فعلاً ((الصوج صوج الشعب)) بحكم الاغلبية ، وذلك لإنعدام المنهجية في التفكير والتخطيط وقلة الوعي .